An essay on aesthetics
…
KANT’S AESTHETICS:
TATTOOS, ARCHITECTURE, AND GENDER-BENDING
By Thomas Leddy …
Translated by Ahmed Khalis Shalan
مقالة مترجمة في
علم الجمال ...
... جماليات الفيلسوف
كانت: الوشوم و العمارة و إنثناء الجنوسة
توماس ليدي . . . ترجمة أحمد خالص
الشعلان
Thomas Leddy |
A. Kh. Shalan |
في كتابه الموسوم "نقد الحكم Critique
of Judgment "، و في سياق نقاشه لموضوع الجمال المقيد beauty dependentيكتب كانت ما يلي:
"إن الكثير من ذاك الذي يعجبنا مباشرة
من طريق الحدس بالإمكان أضفاءه على بناية ما، و لكن بشرط وحيد هو ألا يكون (الغرض من
وجود) تلك البناية أن تكون كنسية. ذلك، و إنه بالإمكان تجميل أي شكل من الأشكال بكل
أنواع الإستدارات بخطوط فاتحة، و لكن بإنتظام، مثلما يفعل النيوزلنديون في وشومهم،
و لكن شرط ألا يصور هذا الشكل آدميا. إذ، لربما كانت لهذا الآدمي قسمات أرق بكثير و
يتمتع بوجه ذي تكوين أكثر نعومة و خطوط أدعى الى الإعجاب، و لكن شرط ألا يكون (الغرض
منه) تمثيل إنسان، ناهيك عن كونه إنسانا مولعا بالحرب
(كانت 1798 : ص 77).
إنه لمن الصعوبة تعليم فلسفة كانت للمبتدئين.
و مع ذلك، فتلك الفقرة في أعلاه تستحق التركيز عليها، بل و حتى بإمكان المرء أن يستمتع
في محاولة تفكيكهاdeconstruct
it ، و تأتي هذه الفقرة في القسم 16 المعنون ("حكم
الذائقة Judgment of Taste" نظهر به كون الشئ جميلا بتأثير من مفهوم
محدد). نواجه هنا التفريق ذائع الصيت الذي يجري بين ما يعد جمالا غير مقيد free beauty بالأشكال التقليدية و الجمال الذي يعد عنصرا
مضافاaccessory أو زخرفة للشئ . و هذا الأخير مقيد بمفاهيم
معينة و بفكرتنا عن الغاية من الشئ موضع الإهتمام. و هذا التقسيم هو نفسه الذي يطري
به كانت جماليا الزهور و الطيور و القشريات، و التصاميم ذات الطابع الأغريقي، و ورق
الجدران الزيتي، و الموسيقى التي ليست غايتها الغناء، بوصفها جميعا أنواعا غير مقيدة
freeمن الجمال. ثم يتطرق الى أنواع الجمال الذي يخص
البشر و الخيول و المباني بوصفها إفتراضا أوليا لمفهوم الجمال. و بذلك، تعد أنواعا
ملتحمةadherent أو أنواعا من الجمال المقيد.
إن ما يهمنا في الفقرة المقتبسة في أعلاه
هو أن الأشياء ذات الجمال الملتحم التحاما تاما يجري الحكم عليها بموجب الغاية من وجودها،
و لهذا لأنها تكون غير مستعدة لإستقبال أي من عناصر الجمال الخالصpure beauty ، فهي بإمكانها
أن تخلب اللب من طريق الحدس المباشر. و مع ذلك، لن يكون واضحا لنا مباشرة لِمَ يحصل
إنخلاب اللب، و لم بهذا أيضا لا يكون للطيور و الزهور و القشريات تمثلات representations و لم
لا تحتوي تلك التمثلات على نماذج الآرابسكarabesques و على تصاميم ذات طابع إغريقي.
يقينا إن هذا كان كله قد أستعمل و تَك تأثيرا
محمودا. و لكن يبدو أن الفيلسوف كانت لا يسمح لغير حماسه للأشياء ذات الطابع القوي
أن تأتي الى المقدمة .
و لربما كان علينا التفكير بالقدر نفسه
من الإهتمام في موقفه تجاه الوشومtattoos التي ينقشها شعب "ماوريMaori " سكان نيوزيلندا الأصليون– المترجم). ينتقد كانت هنا الماوريين على نحو ساخر لتزيينهم
البشر بتصاميم يعدها هو في مكان آخر أمثلة للجمال الخالص، إذ يبدو عليه أنه يظن أنه
طالما كان الجمال البشري من نوع الجمال الملتحم، لا يجوز إذن ضمه الى أنواع الجمال
الخالص التي نجدها في الطبيعة . . و لكن لم هذا؟
و الإستمتاع هنا بالتفكيك المذكور آنفا
يأتي من الربط المعاصر بين هذه المواضيع. فالعديد من طلبتنا يضعون هذه الأيام وشوما.
و هم قد يكونون لهذا السبب على أشد الشوق لمناقشة مواضيع لها علاقة بالوشم. و ها هي
ذي أمامنا فرصة لكي نفعم بالحياة طرزا معينة من طرز الفن. و لربما يكون بإمكان المرء
أن يعرض قصاصة من فلم "كانوا يوما محاربين" Once Were Worriers ، إذ تقوم الوشوم في هذا الفيلم
بدور مهم في حياة الماوريين المعاصرين.
إن بإمكان أستاذ الجامعة أن يستفسر عما
إذا كان الشابان اللذان يستهجنان إستعمال الوشوم يتمتعان من جانبهما ببعض هذا الحق
في الإستهجان. فلربما عد جمال الجسم البشري، و على نحو لائق جدا، من نوع الجمال غير
المتأثر بالزخرفة. و لكن لو ثبتت صحة هذا، فإن الخطوة التالية بعدئذ، كما يبدو، ستكون
علينا تقدير الجمال مجردا من أية زخارف، بضمنها الملابس و المكياج. و يكون بإلإمكان
هنا إستحضار مفهوم الإغريق عن الأجساد العارية
nude في هذا السياق .
بالإمكان هنا وضع فرضية معدلة فحواها إن
التغييرات الحاصلة في صبغة الجلد، و هي لا علاقة للطبيعة بها، قد تشوه الجسم غير المزخرف،
على الرغم من حقيقة أن هذا قد يخلق صعوبات أمام تسميرtanning البشرة الذي يجري في صالونات الحلاقة. و
لربما يكون الوقت مناسبا أيضا لمعرفة إن كانت عملية التوشيم تعد نوعا من أنواع الفن
أو كانت تنطبق عليها واحدة من التعريفات المعاصرة للفن.
و إن بإمكان مرحلة تالية في النقاش أن تركز
على العمارة، فالهجوم على عمليات التجميلornamentation الذي تشنه النظرية المعمارية نشيط الى حد
بعيد. يعتقد أدولف لوس A. Loos مثلا أن التجميل يعد جريمة. و كان هذا في الواقع أحد الطروحات الأساسية
في العمارة الحديثة. و يتضح من ذلك أن لوس كان على طول الخط الى جانب كانت، في حين
راحت عمارة ما قبل الحداثة pre-modernism على الضد من هذا بإتجاه آخر. و لقد كان كانت يحسب أن إستعمال العمارة
للعناصر التجميلية المأخوذة من ثقافات عدة إنما تأخذها بوصفها إضافة الى مواد معينة
للمباني بإمكانها أن تتحكم من طريق الحدس المباشر، في حين يعتقد روجر سكراشن R. Scrutionعلى الضد من هذا بأن العمارة هي فن تجميلي
decorationفي أساسها. لذا، لا يبدو عليه أنه يواجه
أية مشكلة في إستعمال العناصر التجميلية في العمارة. و قد يكون من المفيد أن نجد رابطا
لهذا النقاش بالوصف و التحليل اللذين جاءا
في نظرية سكراشن المعمارية. و قد يكون في الإمكان إيجاد صلة بالنقاش الدائر
عن التزيين
ornamentation في قسم من الكتاب صار مشهورا بفضل دريداDreeida ، إذ يصف كانت مقارنة بالقسم 16 المذكور آنفا
عملية التزيين كونها إضافة من نوع تميل إليه ذائقاتنا، و إنها تفعل ذلك بتأثير من شكلها.
و لا يمكن إستثناء العمارة من هذا الأمر طالما كان كانت يذكر بوضوح عمدة موضوعه حول
مبان رائعة التكوين. و يجري تفريق التزيين هنا عن البهرجة fincry
بوصفها
غاية، لأن البهرجة تستودع في العمل تصديقنا من طريق الفتنة الخالصة. فعامل البهرجة
لوحده، و ليس التزيين، هو ما يفسد الجمال الأصيل. و لربما يصدق هذا الحكم أيضا على
الوشم
.
لربما كان كانت قد إستهجن التوشيم لأنه يسمح لفتنة الإحساس أن ترتبط بالشكل
البشري. ففي القسم 17 من كتابه يشير الى الجسم البشري بوصفه المثال المطلق للجمال.
فهل يا ترى بمقدور التوشيم أن يتدخل بهذا المثال بطريقة ما؟
ينبغي علينا هنا أن نتذكر أن الوشوم تصنف
عند كانت في الخانة ذاتها التي تصنف بها أشياء معينة كونها جمالا خالصا. و بذا، فهي
لا تعد مجرد أمور تخص إفتنان الحس إلا في حالة كونها تعكس ألوانا براقة. إن لبعض أشكال
الوشم تصميمات دقيقة. لذلك، فهي تلبي حاجة كانت في توصيف الجمال الى حد بعيد. و بإستطاعتها
أيضا وضع التخيل imagination
و الفهم understanding على طريق نشاط حر و متجانس. و بناء على هذا، لا
بد أن يكون كانت قد ظن أن الوشم يتدخل بطريقة ما بالتعبير عما هو أخلاقي، و هو ما يعد
معلما من معالم الجميل مثالا، إذ يربطه منطقيا بالجسم البشري و تمثلاته، إلا أن كانت
لم يشر هنا قط الى الكيفية التي يجري بها ذلك .
و قد تكون الجملة الأخيرة في الفقرة المقتبسة
في أعلاه هي الأكثر إثارة للإهتمام من وجهة النظر المعاصرة، إذ يبدو على كانت هنا كما
لو كان يقتطع جزء من إشارته السابقة للنيوزلنديين، التي يشير فحواها آخر الأمر الى
أن إستعمالهم للوشوم هو في الأساس لتقوية مظهرهم الدال على ولعهم بالحرب. إلا أن ما
يستدعي التساؤل هنا هو إن كانت هذه الإضافة البسيطة، التي تعد من ناحية الشكل زينة
جذابة تضفى على الجسم البشري، تقلل من أهمية الغاية التي يسعى إليها الشكل بتأثير من
مفهوم "المحارب worrier" عند إضافة تلك الزينة، و هي تعزيز ذاك
المظهر عند الشخص.
و للفقرة المقتبسة صلة أيضا بمواضيع تخص هوية الجنس gender identity ، إذ يقول الفيلسوف كانت إن
الرجال، و بخاصة الولوعين بالحرب منهم، ينبغي ألا يجري تمثلهم على نحو يظهرون به و
كأنهم حائزون على خصائص جنسية تخص الإناث. و مثال ذلك القسمات الرقيقة و التكوين الناعم
للوجه، حتى لو كان هذا يضفي عليهم ضمنا قدرا اكبر من الجمال. و تبدو الفكرة هنا و كأن
قسمات الجنس الأنثوي تعود الى شكل ذكوري (أو تمثلا لشكل ذكوري) بوصفها وشوما تعود للشكل
ذاته
.
و يقوم مثال خصائص الجنس المنسوخ أنثويا،
من ناحية ثانية، بعمله على نحو مختلف عن مثال الوشوم، ذلك، لأن الأول ربما يتدخل في
مظهر المحارب، في حين يقوم الثاني بتقويته. و لربما نقل الأول التكوين الأساس للوجه
(و قد يستطيع المرء توضيح هذا بالتجسيم الرقمي)، في حين يقوم الثاني بتقوية البنية
الأساس للتكوين بالكامل. و مثال ذلك الخوف الذي يشيعه المظهر الغاضب.
و قد يكون في كل هذا فرصة لبروز تفكير الميل للجنوح في الخيال في غرفة
الدرس يدور حول موضوع شخص تطابق عنده تقاطعات الجنس. فلنتخيل، مثلا، كيف يقوم إستخدام
توشيم الوجه بنقل القسمات الرقيقة و التكون الناعم للوجه بالطريقة التي يتحدث يها كانت.
و بإمكان المرء أيضا أن يتأمل كيف يكون بإستطاعته تمثل سعاة السلام الذكور بقسمات مثال
أنثوي الجنس. و خذ هنا مثلا يسوع و هو يظهر في بعض رسوم كارافاجيو Caravaggios مثالا على ذلك .
و في قسم سابق من كتاب كانت و هو القسم
14، يصر الفيلسوف لا على وجود غايات مناسبة و نماذج عامة للكمال عند البشر فحسب، و
إنما أيضا على وجود مثيلات لها للذكور أو الإناث أو الأطفال كل على حدة. و بذلك، تكون
خصائص جنس الإناث عند كانت ملائمة على نحو مثالي لجنس الأنثى. و مع ذلك، تبقى لدينا
مشكلة و هي إذا ما كان كانت، عند حديثه عن الشكل الذكوري لكونه أكثر أهمية، قد ربط
ضمنا ربطا أكثر إحكاما بين خصائص جنس الأنثى و أنواع معينة للجمال الخالص موجودة في
الطبيعة، إذ قد يكون في هذا داعيا لطرح رأي من هذا النوع على طاولة البحث.
و بالتالي . . إن بإمكان هذه الفقرة أن تكون مفيدة بوصفها طريقة لتقديم
إنطباعات ريتشارد شوسترزمن R. Shustersman عن جماليات الجسدsomaesthetics بالطريقة التي جرى عرضها بها في كتابه "ممارسة الفلسفة "Practicing Philosophy (1797). فهو
يقول فيه:
" تحتاج الفلسفة الى تخصيص عناية نقدية
أكبر لتشكيلة من الممارسات الجسدية نستطيع من خلالها أن نبحث و نجد في طلب معرفة الذات self-knowledge و إبداع الذاتself-creation ."
إن أولئك
الطلبة الذين تغريهم الوشوم غالبا ما يقولون إن هذا العمل يرتبط عندهم على نحو يتسم
بأهمية سعيهم لمعرفة الذات و إبداعها. و بمجرد أن تأخذ هذه المواضيع المطروحة للنقاش
بألباب الطلبة، سيكون بمقدور الأستاذ حينئذ توجيه النقاش نحو واحد من أكثر الأسئلة
تقليدية. و هو سؤال تبين إجابته فيما إذا كان بمقدور كانت على الإطلاق الحديث بإستمرار
عن وجود نوعين من الجمال، و عن السبب الذي يجعله بحاجة للحديث عن فكرة وجود جمال ملتحم
adherent.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق