On
Socio-Linguistics … a chapter from
Language in Theory (2-1)
... THE LANGUAGE OF RACE
Language in Theory (2-1)
... THE LANGUAGE OF RACE
Mark Robson &Peter Stockwel
Translated by:
Ahmed Khalis Shalan
في علم اللغة الإجتماعي ... فصل من كتاب ...
اللغة نظرياً(2-1)
... لغة العرق
اللغة نظرياً(2-1)
... لغة العرق
مارك روبسن و بيتر ستوكويل
ترجمة أحمد خالص الشعلان
ترجمة أحمد خالص الشعلان
Peter Stockwell |
A. Kh. Ah-Shalan |
(1) لـغـة "الـعِـرق" THE
LANGUAGE OF RACE
ينظر العديد من الناس الى اللغة، التي يتحدثون
بها و يكتبون، على أنها تشكل جانبا أساسا من شخصياتهم. و يقال إن الإختلافات بين
اللغات تتخفى خلف ألإختلافات الموجودة في الشخصية الوطنية، بسبب ان اللغة تشكل و
تعكس، على حد سواء، ليس هويات ألأشخاص فحسب، و انما تعكس و تشكل أيضا المناطق التي
يعيش فيها الناس في كل الثقافات. إن الرأي القائل بوجود علاقة طبيعية بين الثقافة
اللغوية التي يولد بها ألإنسان و نظرة الأشخاص الى ذواتهم تكمن خلفها فكرة
"اللغة الأمmother tongue ". و الناس في غالبيتهم مطلعون على النبرات و اللهجات
الموجودة في لغتهم، و سيصدرون دائما أحكاما تستند على طرق إدراكهم لها. و قد تبين
لنا بوضوح أكبر الإختلافات الموجودة في اللغة ألإنكليزية؛ بين ألإنكليزية
البريطانية و الإنكليزية ألأمريكية ، و ألإنكليزية الأسترالية. بل و اصبحت حتى
فكرة ألإنكليزية البريطانية ذاتها أكثر تعقيدا، إذا ما أخذنا بنظر ألإعتبار
ألإختلافات بين اللهجات ألإنكليزية و نبراتها في إنكلترا و آيرلندا و سكوتلاندا و
ويلز. و هذه بألإمكان تفريعها الى تقسيمات فرعية بحسب المناطق (شمالية و جنوبية و
غوردية و لندنية و لهجة المرتفعات، و ما الى ذلك).
إن
أية محددات للهوية بإمكانها ان تتدرج في اللغات و عبرها، و في المجتمعات المتعددة
الثقافات تؤشر التنويعات اللغوية أيضا التأثير الذي تحدثه جماعات المهاجرين على
تلك الثقافات. لذا، نرى ان البريطانيين ألآسيوين سيتكلمون على الغالب في البيت مع
أسرهم بلغة مثل البنجابية Punjabi أو
البنغالية Bengali ، في حين
انهم سيتكلمون اللغة القياسية standard Englishعندما يكونون في العمل أو المدرسة. و تميل جماعات المهاجرين بإستمرار الى
الحفاظ على ألأثر اللغوي و غيره من الآثار التي تربطهم بـ "اصولهم
origins "، من أجل الحفاظ على
علاقة بثقافة البلد الذي هاجرت منه أسرهم. و في مناطق الهجرة العالية الكثافة،
تكون هذه اللغات محكية على نحو أوسع من أية لغة أخرى. و لهذا السبب إتخذت سلطات
ولاية كاليفورنيا الأسبانية لغة رسمية، على الرغم من انها جزء من بلادا مفترض بها
ان تكون من البلدان الناطقة بالإنكليزية. و نتيجة لهذا تعد الإنكليزية في مناطق من
هذا النوع لغة لها وجود مصاحب للغات أخرى .
إذن، لا بد من ان ألأمر بات واضحا بان إرتباط
استعمال اللغة بأية فكرة لـ"العرق race "
بإمكانه ان يخلق العديد من المشاكل. و إن جانبا من الصعوبة ينشأ من كلمة
"العرق" بالذات. و لابد انك ستلاحظ باننا نضعه بإستمرار بين فارزتين
مقلوبتين. و يفسر هنري لويس غيتس الأبن
(Henry Lios Gates Jr. 1986 : (402-3 التفكير الكامن خلف هذا قائلا: ان "[
العرق ] ما هو إلا مجاز لشيء آخر و ليس جوهرا أو شيئا بحد ذاته موجودا بمعزل عمن خلقه بفعل لغويspeech
act "، و يواصل قائلا: "
إن [الأعراق]، لنقلها ببساطة، لا وجود لها". و ينظر الى اللغة على انها هي
منتجة النزعة "العرقيةracism "
من خلال دورها في صياغة مقولة "العرق". و يقول غيتس ان النزعة العرقية
ليست مسألة الكيفية التي يتصرف بها الناس فحسب، انها أيضا مسالة الكيفية التي
يفكرون بها؛ ما يعني انها مسألة اإفتراضات التي يضعها الناس وما يصدرونه من أحكام
قيمية مبنية على هذه ألإفتراضات. إن بإمكان اللغة ان تضلل قوالب التفكير هذه، حتى
في حالة غياب القصد من ناحية المتكلم أو الكاتب باستعمال إشارة تشي بالعرقية. و
لهذا السبب يعد موضوع "العرق" مسألة لغوية في ألأساس.
و
تستعمل مقولة "العرق" في أغلب ألأحيان للإشارة الى لون بشرة الشخص. و مع
ذلك ، فهل يعيننا في إصابة المعنى المطلوب إذا ما وضعنا الناس في مقولات على اساس
بشرتهم بدلا من، لنقل، لون شعرهم أو لون عيونهم؟ فهنا لا تشير اللغة الى أشياء
موجودة في العالم بطريقة حيادية ، انها
عوضا عن ذلك تتصرف على وفق قرار يخص ما هو مهم حين نمرر أحكاما على فرد أو على
جماعة. و يزودنا التفكير من النوع ذاته بمعلومات عن جميع هذه الخيارات (البشرة و
الشعر أو العيون). و ليس ثمة بين هذه الخيارات ما يعد ألأفضل . إن "العرق"
ليس شيئا يقال إن بإمكان المرء ان يمتلكه ، و لا يمكن النظر اليه على انه جانب من
"طبيعة" الشخص ذكرا أو أنثى . إن تصنيفا يفرض من الخارج ما هو إلا مسألة
إدراك و ليس مسالة تعبير. و هل سنكون سعداء مع نظرية للغة تقترح لنا ان الناس ذوي
العيون البنية لهم علاقة باللغة تختلف عن تلك التي لذوي العيون الزرق؟
سواء أكنا نتقبل إستعمال مقولة "العرق"
أو لا نتقبلها، ثمة أسباب تاريخية لمحاولة إستكشاف العلاقة القائمة بين اللغة و
الهوية identity. ان جانبا من السبب الذي يدفع
الناس للربط بين الهوية الشخصية واللغة هو شيء بألإمكان إرجاعه الى الميراث
الثقافي المرتبط بالخبرات التي إنحدرت الينا من النزعتين الإستعمارية colinalism و العرقية. و ليس "العرق" هو ما يشير
اليه الإستعمال الإحتمالي للغة، فقد يقول البعض أيضا ان علينا، عندما نقرأ، ان نأخذ بالحسبان ما هو جوهري و هو أثنية ethnicity
المتحدث و الكاتب. و بذا، تتطلب "الكتابة السوداء"، مثلا ، نوعا خاصا من
القراءة، و ليس ألأمر مسألة إسلوب أو موضوع.
لقد
حسبنا إستعمال اللغة، لغاية ألآن، على انه صيغة للتعبير . إلا انه ضروري ، من
ناحية أخرى، ان نفكر بالطرق التي بإمكاننا ان نستعمل اللغة بها لتمثيل
"العرق". إن المثال ألأكثر شهرة في التعبيرعن المواقف تجاه اللغات
الأخرى (و تجاه الناس الذين يستعملونها)، خلال إنتشار القوة ألإستعمارية
البريطانية في القرن التاسع عشر ، هو
التعليق الصادر من السياسي و الناقد ألأدبي و المؤرخ توماس بابنغتون ماكولي Thomas Babington Macaulay في كتابه المشهور الموسوم مذكرة
حول القانون و التربيةMinute on Law and Education (1835):
ليست عندي معرفة
بالسنسكريتية أو العربية . و مع ذلك ؛ قمت ما بوسعي ان افعله لكي أخرج بتقييم صحيح
لقيمتيهما . فقرأت ترجمات لأكثر ألأعمال السنسكريتية و العربية شهرة . و تجادلت ،
هنا و في الوطن على حد سواء ، مع أناس معروفين بكفاءتهم في معرفة اللغات الشرقية .
و انا على إستعداد تام لأتعلم من الشرقيين بموجب التقييم الذي يقدمه عنهم المستشرقون
انفسهم . و لم اجد من بينهم من هو قادر على إنكار حقيقة ان رفا واحدا في مكتبة
أوروبية فاخرة يساوي في قيمته كل ما انتجه أدب الهند و المنطقة العربية .
(إقتباس من سعيدSaid 1983 : 12)
ثمة العديد من ألأشياء مما يمكن ملاحظته في هذه
القطعة. أنها تبتدئ بإقرار بالجهل، و إعتراف (و إن دون حياء) بان ماكولي لا معرفة
له باللغات التي يصدر عليها أحكامه. و هو يعتمد على الترجمات ، عازلا فيها بين
المحتوى و اللغات التي كتبت بها النصوص. و عند الركون الى الخبراء، يبدو ان الناس
الذي إختارهم ليسوا شرقيين ، بل
"مستشرقينoreintalist "
من ألأوروبيين. و تبدو ألنقطة الأخيرة و كأنها تشتمل على إختيار عشوائي تماما؛ ذلك
ان اي رف من ألأعمال ألأوربية ، بغض النظر عما تختاره من نصوص ، له قيمة أخلاقية
مثل تلك التي يتمتع بها ألأدبان الهندي أو العربي . و تعليم ألإنكليزية للهنود،
عند ماكولي ، هي الطريقة الوحيدة لجعلهم اناسا ذا نفع للإدارة البريطانية في الهند
. و مثلما يقرر فيما بعد ، فهم مسموح لهم في
المذكرة " ان يبقوا
هنودا بـ "الدم و اللون" ، غير انهم عليهم ان يفكروا مثل ألأوروبيين.
إن
إيحاءات من هذا النوع، التي مفادها ان اللغات ألأخرى هي إما عديمة الفائدة أو لا
معنى لها ، من الممكن ان نجدها أيضا في النصوص ألأدبية. إذ تحتوي رواية جوزيف
كونراد Josph Conrad الموسومة
" قلب الظلام Heart of Darkness " )1899)، التي تعالج الصدام
ألإستعماري ، على قطعة نصادف فيها البطل
مارلو مسافرا على قارب. و هو يتفرج على ألأشخاص الموجودين على الضفة، يقول
مارلو:
كافح القارب البخاري و هو يمضي ببطء على حافة الجنون ألأسود الذي لا يسبر غوره . إنسان ما قبل
التاريخ كان يلعننا ، و يتضرع لنا ، و يرحب بنا – و من ذا الذي يستطيع الحديث؟ كنا
مقطوعين عن إستيعاب ما يدور حولنا؛ تسللنا مارين مثل ألأشباح ، ندور و نرتعب سرا،
مثل رجال لا عقل لهم مثل متعصبين يمرون بما يسبق أنفجار غضبهم في دار للمجانين .
لم يكن باستطاعتنا ان نفهم لأننا كنا بعيدين جدا و لم نستطع التذكر لأننا كنا نسافر
في ليل من ليالي ألعصور الأولى، العصور
الغابرة، دون ان نترك إشارة – و لا ذكريات.
( كونراد 2000: 1984 )
في الوقت الذي كان فيه مارلو يسجل عجزه عن تفسير
ما يراه بصدق ، كانت تتكشف فيه الطريقة التي يصوغ بها فقدانه للقدرة . و ما يوحي
به هو ليس انه في موقف يعجز فيه عن إصدار ألأحكام . فما يستدعي السؤال هو فكرة ان
كان أي أحد قادرا على ان يكون منطقيا في هذا المشهد. و هو يفترض ، من ناحية ثانية
، ان أفعال الأنسان و إيماءاته و كلماته كلها لا معنى لها. و مع ذلك ، فثمة جواب
صريح على سؤال مارلو "من ذا الذي يستطيع الحديث؟". إن إنسان "ما
قبل التاريخ" هو نفسه يعلم بالضبط ما يقوم به ، و على هذا ألإفتراض هل يستطيع
اي شخص آخر ان يعلم هو ألآخر ايضا حتى لو
كان حسن ألإطلاع على ثقافته. يصنع مارلو من الإيماءة ألإستعمارية شيئا لا يضارعه
شيء ، في انه يزعم ان موقفه ذاك يعد موضوعيا . فهو يوحي لنا ، مثلما يفعل ماكولي ،
باننا قد لا نجد أحد يعارض أحكامه . إن ما يكشفه هذا
لنا هو ان أؤلئك الذين ينتسبون الى ثقافة إنسان "ما قبل التاريخ" لا
يهمنا أمرهم، لأن معرفتهم تقع خارج التاريخ.
( 2 ) "عِـرق" كـاتـب
WRITING “RACE”
ركزنا في الوحدة ألأولى، عن اللغة و
"العرق"، على الطرق التي تعبر بها اللغة عن الإختلافات بين أمم مختلفة
أو بين جماعات مختلفة في امم مختلفة . ثم شرعنا نفكر بحقيقة ان واحد من أكثر الطرق
وضوحا مما تقع بها اللغة في شراك التعقيد الملتبس في تاريخ الصراعات بين ألأمم
موجودة في الخبرة المعنية بحقبة الإستعمار و عقابيلها.
و حين يناقش الناس موضوع اللغة بلغة ما يعرف
بخبرة الحقبة ألإستعمارية colinalism و ما بعد الإستعمارية postcolinalism، يميلون للحديث عن الفرق بين لغتهم و اللغة "ألأجنبية"
التي صادفوها. و يصح هذا على المستعمِر و المستعمَر على حد سواء. و تحدث اشكال
الصدام هذه ، إما بسبب ان المستعمِرين يواجهون لسانا فطريا أو ان المستعمَرين
وجدوا ان اللغة ألأجنبية قد فرضت عليهم فرضا ، و لقد حصل هذا غالبا اما عبر
التعليم أو عبر صيرورة لغة المستعمِر لغة "رسمية" للحكومة ألإستعمارية .
بألإمكان ان يرى هذا ، مثلا ، في حكومة الراج Raj البريطانية في الهند أبان القرن التاسع عشر. و
لوصف مثل هذه الصدامات بين اللغات عادة ما يوضع تركيز على ألإختلافات بين لغة أجنبية
جديدة ولغة احد ما الخاصة به.
على
الرغم من هذا، فما معنى ان تتحدث عن لغة
" خاصة " بك ؟ إن واحدة من طرق التفكير في اللغة هي النظر اليها بوصفها
شيئا على ألكائنات ألإنسانية ان تكون لها بها علاقة طبيعية ، على النحو ذاته الذي
تنظرالسمكة به الى الماء بالضبط على انه عنصرها الطبيعي . إن النظر الى اللغة
بوصفها شيئا طبيعيا و ليس ثقافيا يثير العديد من ألأفكار مثل إمتلاك المرء لـ
"لغة أم mother tongue"،
مثلما هو الحال مع ألأطفال، بإمتلاكهم ذهنيا شعورا حميما و طبيعيا بعلاقة لهم
بوالدتهم ، و بذا ؛ قد يشعر الشخص بوجود علاقة حميمة مشابهة بين إحساسه بهويته و
اللغة التي إعتاد عليها . و لكن ، ما هي العواقب الناجمة من مثل هذا الرأي؟
قد
يقودنا خط ما في هذه المناظرة الى إقتراح ان فكرة إمتلاك لغة ما يعد شيئا إيجابيا
. فأي إنسان يحاول التحدث بلغة أجنبية في عطلة له سيدرك بالسرعة المطلوبة مقدار
الإرتياح الذي يشعر به تجاه لغته "الخاصة" و يحصل هذا أيضا ضمن اللغة
ذاتها، حين يكون "عليك ان تترجم" كلمات معينة عامية أو من لهجة ما الى
ألإنكليزية القياسية، و ثمة دائما إحساس ان شيئا ما كان قد إنخسر أثناء عملية
الترجمة، بسبب غياب المكافئ اللغوي المطلق. و تعمد العديد من البلدان الى وضع
تأكيد قوي ، حتى في منظوماتها القضائية، على الحاجة الى شاهد يقول شيئا ما بـ
"مفردات لغتك الخاصة". قد يعطي هذا الراي إمتيازا للغة المحكية على
أشكالها الكتابية ، و قد يعطي إمتيازا لما هو عائلي و محلي و خاص بجماعة ما على ما يعد دافعا
شموليا universalizing .
إذا ما إنتقلنا بهذه المحاججة الى التفكير المعني بالنزعة ألإستعمارية ،
علينا ان نتبنى موقفا من طراز الذي إتخذه كاتب مثل نغيوجي وا ثيونغو Ngugi wa Thiong'o.
لقد كتب نغيوجي بالإنكليزية ، لكنه كان قد إختار منذ 1980 ان لا يكتب بغير لغته ألأم
المسماة جيكيويو Gikuyu. عند نغيوجي توجد علاقة مباشرة
بين اللغة و ذاكرة الثقافة. و إن الوسيلة الوحيدة للحفاظ على هذه الثقافة هو
الحفاظ على اللغة . ولقد دعا نغيوجي في عام 1986 كتّابا أفارقة آخرين الى التخلي
عن الكتابة بالإنكليزية.
و
قد يقترح المرء بديلا لهذه المحاججة كي يقول ان الناس ياخذون لغة المستعمِر
فيستديرون بها ليستعملوها ضد السلطة التي إكتسبوها منها. إذ نجد كاليبان ، إحدى
شخصيات شيكسبير المركزية في مسرحية "العاصفة The Tempest " انه إنسان كان ينظر اليه غالبا على انه شخص يصلح نموذجا لهذا
الموضوع ألإستعماري . كان كاليبان قد جرى تعليمه لغة غربية ، غير انه يزعم ان ما
تعلمه من هذا التعليم هو طريقة للشتيمة . و نجد ، على النحو ذاته في عملية توصف،
ضمن الدراسات في الحقبة ما بعد ألإستعمارية غالبا ، على انها "كتابة إستعادية
writing back "،
إن العديد من الكتاب من بلدان تعرضت للنزعة ألإستعمارية قد تبنوا (بالمعنيين على
حد سواء) الثقافة ألأوروبية التي كانوا هم عرضة لتاثيراتها.
و
بدلا من رفض لغة المستعمِر و النصوص المكتوبة بها، يوظف هؤلاء الكتاب المادة
لأغراضهم الخاصة. و بذا ، فهم يخلقون شيئا ينوجد في in ثقافة المستعمِر غير انه
ليس جزء منها. و قد تكون قصيدة ديريك ويلكوت Derec Walcott الملحمية الموسومة "عميروس Omeros " (و هي إعادة كتابة لهوميروس) مثالا مشهورا من هذا النوع،
الى جانب إعمال أخرى مثل: "عدو Foe "
للشاعر ج. م. كوتيزي J.M.Coetzee(و هي رد على رواية دانييل ديفو المشهورة روبنسن كروزو)، أو عمل
جين رايز Jean
Rhys الموسوم " بحر سارغاسو
الواسع Wide
Sargasso Sea " (الذي يتناول حكاية زوجة روشستر ألأولى بيرثا في رواية جين آير Jean
Eyre ). و بإعادة كتابة نصوص السلطة
ألإستعمارية ، يقوم كتاب أمثال ويلكوت أيضا بتغيير صياغة اللغة هي بالذات ، بان
يقدموا مفردات مختلفة و إيقاعات و قوالب صوتية و كلامية مختلفة . و عوضا عن التخلي
عن ألإنكليزية ، مثلما إقترح نغيوجي ، يحاول كتاب من هذا الطراز ان يخلقوا من
اللغة ألإنكليزية (و من آدابها) شيئا بإمكانهم ان يسمُّوه خاصا بهم.
و
مع ذلك ، فسواء أكان المرء ينظر الى ألإنكليزية على انها مفسدة يتعذر إصلاحها ، أو
كان المرء عوضا عن ذلك يتعرف على الفرص التي يوفرها الصدام مع المستعمر، يبدو هذا
الأمر، و كأنه إحساس مشترك بالعلاقة بين اللغة و الهوية . و قد نرغب ، من ناحية
ثانية ، في طرح مسألة جماع الفكرة القائلة ان
بإلإمكان إمتلاك اللغة ، كما لو انها مال يمكنك ان تكسبه.
إذا كانت الخبرة ألإستعمارية تجعل أمر العلاقة
باللغة واضحا، بان تجعلها تبدو غريبة إضافة الى كونها طبيعية ، سيجعلنا هذا، إذن ،
نعيد التفكير بأمر اللغة عموما . فهل ثمة بيننا من يشعر انه يمتلك لغة؟
جرب هذا التمرين. إكتب تعريفا موجزا للكلمات
التالية:
-
pen
-
train
-
rose
-
mountain
-
braces
(آثرت ألا أترجم معاني هذه
الكلمات ألأمثلة دفعا للإلتباس لأن معانيها متفرعة الدلالة و ألأمر سيكون سيان مع
ألأمثلة اللاحقة – المترجم)
(قد يكون عليك مناقشة التعريفات التي وضعتها مع
صديق). من حسن حظك ان تكون هذه جميعا كلمات مألوفة لديك. و عليك ان تفكر في واحدة
أو إثنتين من هذه الكلمات ؛ و مثاله: هل كلمة train إسم أو فعل (هذه المفردة ألإنكليزية تستعمل إسما و فعلا في آن و دلالاتها
في الحالتين عديدة في ألإنكليزية – المترجم ). فقد يكون عند قراء أمريكا الشمالية
أجوبة تختلف عن تلك التي يقدمها القراء البريطانيون لكلمة "braces". و حتى لو كان ألأمر كذلك ، لن يكون العثور على تعريف معين
شيئا صعبا جدا في الحالتين. لتجرب ألآن الكلمات التالية:
-
Paronomasia
-
Threnody
-
Trochaic
-
Acephlos
-
clerihew
(ستشعر بإرتياح إذا علمت ان
بإستطاعتك الإستعانة بقاموس). و نقولها مرة اخرى، في ان بعض هذه الكلمات هي من
النوع الذي تعرفه . و مع ذلك فهي ليست من ضمن المفردات المالوفة التي تستعملها في
لغتك اليومية. فهي لها مجموعة محددة من المعاني التقنية (مأخوذة من البحوث)، غير
ان أغلب الناس قد لا يشعرون بالإرتياح نسبيا إذا ما طولبوا بتعريفها . قد ينجلي
عدم ألإرتياح هذا ، من ناحية ثانية ، عند البحث عنها في المعجم. و ليس ثمة الكثير
مما يعد عرضة للرهان عليه في التعريفات ، طالما كانت هذه الكلمات من النوع الذي من
المحتمل الا يكون لدينا شعور قوي خاص تجاهها . فهي لا تعبر عن خبرة شخصية.
و نأتي ألآن الى مجموعة أخيرة من الكلمات . حاول
ان تكون دقيقا في معالجتها بأن تتخيل انك تحاول توصيف الكلمة لشخص ما لم يحصل له
ان تعرف ، إن عليها او على الموضوع الذي تشير اليه أو ألإحساس الذي تعبر عنه:
-
blue
-
warm
-
alone
-
Safe
-
joy
هذه الكلمات أصعب بكثير. و نحن نستعمل مثل هذه
الكلمات يوميا ، في أثر الظروف إعتيادية ، و مع ذلك إذا ما طولبنا بتعريف ما
عنيناه بالضبط ، أو شعرنا به ، أو تخيلناه عند إستعمالنا لها ، قد يواجه اغلبنا
صعوبة عظيمة. و المشكلة هنا لا تكمن بإفتقارنا للألفة مع هذه الكلمات (كما في حالة
"trochaic")، انها بألأحرى شئ ما له
علاقة بالكلمات هي بالذات.
فاللون
يخلق مشكلات من نوع خاص. و الفيلسوف
لودفيغ وتجنشتاين Ludwig Wittgenstein يسأل:
"ما الذي عليّ قوله
يا ترى عن الكلمة "أحمر red"؟
- فهي تعني شيئا "يتحدانا جميعا"، و ان كل شخص لا بد ان يكون عنده كلمة
أخرى الى جانب هذه ، لكي تعني عنده أحساسه " الخاص " بالأحمر ؟ أم ان
ألأمر مثل ألآتي: ان كلمة "أحمر" تعني شيئا ما يعرفه كل إنسان ؛ ما يعني
انها لكل شخص تعني شيئا ما معروف عنده
حسب؟ (أو ربما بالأحرى: انها تشير الى شيء ما هو وحده يعرفه.)
(وتجنشتاين 2001 :
273)
ينظر الى اللغة غالبا على انها منظومة، جرت محاولات عديدة للتعامل معها علميا . ان
كلمات من قبيل "ازرق" و "أحمر"، تُظهر لنا المشكلات مع إهتمام مفرط بالدقة في توصيف الكيفية التي
ترتبط بها اللغة بخبرة الناس . و إن توخينا الدقة ، فإن هذا يعد درجة من درجات
اللادقة في جوهر اللغة ، و انه إقتراب مما نعنيه أو نشعر به و ليس ترجمة كاملة لما
نعني أو نقول، و هذا يؤشر إخفاقنا في التزامن مع اللغة.
إن
ما تستطيع ان تفضي مشكلة "العرق" بنا اليه هو الكشف عما إذا كانت اللغة
بقضها و قضيضها تتملص من امتلاكنا لها. فلا وجود لربما لشيء نطلق عليه لغتنا
"الخاصة". لذا، فإن إحلال ألإنكليزية محل لغة أخرى ، أكثر أصالة لن
يساعدنا إلا قليلا في حل المشكلات الناجمة من إستعمال اللغة . غير ان هذا لا يعني
، من ناحية ثانية ، باننا نقف على مسافات متساوية من اللغة . فمن المحتمل ان تبدو
لنا ألإنكليزية، تاريخيا و ثقافيا ، بعيدة عن ان تكون حيادية في موضوع القيم التي
تقوم بتشفيرها ، و ان هذه القيم سيكون لها وقع مختلف عن كل شخص يواجه ألإنكليزية،
أو تواجهه ألإنكليزية.
نــــــشـــــــــــاط:
بمجرد ان نشرع بالتفكير في العلاقات بين اللغة و
"العرق" ، تواجهنا سلسلة من ألأسئلة . أولها جميعا ؛ هو اننا علينا ان
نتذكر بان العلاقة باللغة ألإنكليزية تختلف من بلد الى آخر و من منطقة الى أخرى .
و من المحتمل ايضا ان تختلف بحسب "الجماعة the community " ضمن البلد أو المنطقة. و في أدناه عدد قليل من ألأسئلة
التي علينا ان نفكر بها:
-
لماذا يتحدث الناس
في بلد معين اللغة ألإنكليزية؟ (و ماذا عن بلدك؟)
-
أين و متى إكتسب
هؤلاء هذه اللغة؟ (و في تاريخ حصل هذا الإكتسلب؟)
-
هل ثمة لغات أخرى
محكية في البلد؟ (و من أين أتت؟)
-
إذا كان ألأمر
كذلك ما هي علاقة ألإنكليزية باللغات ألأخرى المعنية؟
-
ما هي الوظيفة
التي تؤديها ألإنكليزية في هذا البلد؟ (هل هي لغة نخبة ، و لغة رسمية، و ما الى
ذلك؟)
(3) "عـرق" قــارئ READING “RACE”
تقدم
هذه الوحدة بدءا ثلاثة أمثلة للكتابة لها علاقة بالمواضيع التي ناقشناها في
الوحدتين السابقتين. و ألأمثلة الثلاثة جميعا تتبنى معالجة مسألة إدراك ألإختلاف
العرقي ، و كيف ينعكس هذا ألإختلاف في إستعمال اللغة. و كل مقتطف يحتوي ايضا
على شكل من أشكال الإستجابة لهذا الإدراك.
و عند قراءة القطع الماخوذة من سعيد Said ، و موريسون Morrison ، و أليسون Ellison حاول انت ان تفكر بالكيفية التي يعمل بها هذا ألإدراك المزدوج (من
لدن المُدرِك و ألمدرَك على حد سواء). و عند قراءتك للقطع و المقارنة بينها ، قد
تكون راغبا في دراسة المواضيع التالية:
- هل توجد اية مصطلحات يستعملها
اؤلئك الكناب مما يبدو لك انه متضمن على حكم ما، أو مما ينسب الى اي من هذه
المصطلحات من قيمة؟
- هل ثمة مصطلحات مما يعد حياديا؟
- ما هي
"وجهة النظر" الموجودة في كل قطعة؟ وهل فيها وجهة نظر واحدة فقط؟
- هل تود انت ان توصِّف الأمور على هذا النحو؟
إذا كان ردك هو لا، فما هي مظاهر التوصيف الخاصة التي لا تحبها؟ و إذا ما أحببت
هذه التوصيفات، ما الذي تخبرك به هذه التوصيفات عن قيَّمك الخاصة؟
- و هل يهم امر من يكون بالذات قد كتب كل نص من
هذه النصوص؟
- م هل يهم أمر إذا كانت ألتوصيفات خيالية أو لا
خيالية؟
– حاول ان تقارن بين القطع المذكورة. وهل ما
ينتج من هذه المقارنة سيكون مما يعد تشابها أو إختلافا فيما بينها؟
المشرقي و ألمستشرق The Oriental and the Orientalist
يعطينا هذا المقتطف، من إدوارد سعيد Edward Said من عمله الموسوم "ألإستشراق Orientalism
"، مثالا عما يراه سعيد بوصفه خطابا إستشراقيا ، و
مثالا عن التعليق الذي يقدمه.
[ غالبا ما يُصور المشرقي لنا على انه متبلور و
ثابت، و بحاجة للبحث ، بل وحتى بحاجة الى تعريفه بنفسه . و ليس من جدال عما هو
مرغوب به أو مسموح به . ثمة مصدر للمعلومات (المشرقي) و مصدر للمعرفة (المستشرق)،
و بإختصار؛ ثمة كاتب و مادة للموضوع تعاني في نواح أخرى من قصور ذاتي . و إن
العلاقة بين ألإثنين هي جذريا مما له علاقة بالسلطة، التي لها العديد من الصور . و
ها هنا مثال مأخوذ من عمل رافايل باتاي Raphael Patai الموسوم
"نهر ذهبي مقابل طريق ذهبي Golden River to Golden Road ":
"من أجل ان نقيم
ثقافة الشرق ألأوسط على نحو المطلوب بما سنتقبله برحابة صدر على انه خارج من لدن
الحضارة الغربية الغنية بتعقيداتها ، علينا ان نكتسب أولا فهما أفضل و أوقع صدى لثقافة الشرق الأوسط ، و
الشرط ألأساس نفسه يغدو ضروريا من أجل معايرة
التأثيرات المتوقعة للمزايا
المنتجة حديثا في السياق الثقافي
لشعوب توجهها تقاليد معينة . و يجب ان نُخضع للدرس أيضا الطرق و الوسائل ، التي بإمكانها ان تجعل من طعم المغريات الثقافية
الجديدة مستساغا ، على نحو أكثر عمقا مما هي عليه الحال الآن . بإختصار ؛
ان الطريقة الوحيدة التي بالإمكان ان تنحل
بها العقدة الغوردية لمقاومة جعل ألأشياء في الشرق الأوسط على النمط الغربي هي
دراسة الشرق ألأوسط ذاته ، بالحصول على
صورة كاملة لثقافته التقليدية ، و فهم افضل لعمليات التغيير الجارية
فيه في الوقت الحاضر ، و تبصرا أعمق في نفسية الجماعات ألإنسانية التي
أنشأت ثقافة الشرق ألأوسط . ان المهمة ضريبتها دون ريب باهضة، غير ان
الجائزة التي ننتظرها منها ، المتمثلة
بتجانس بالغ ألأهمية بين الغرب و شعوب العالم المجاورة له ، لا بد انها
تستحق ذلك. ( باتاي 1969 : 406 )
"تاتي ألبنيات
المجازية التي تسند هذه القطعة (و قد اشرت اليها كتابة بحروف مائلة) من تنويعة من
النشاطات ألإنسانية ، بعضها تجاري و بعضا بستاني ، و بعضا ديني ، و بعضها بيطري ،
و بعضها تاريخي . و مع ذلك فاننا نجد في كل حالة ان العلاقة بين الشرق ألأوسط و
الغرب يجري تعريفها حقا ، كأنها علاقة جنسانية sexual، و أعني، مثلما قلت هذا سابقا في مناقشتي لفلوبير Flaubert، ان
العلاقة بين المشرق و الجنس sex
حاضرة هنا على نحو لافت. فالشرق ألاوسط مقاوم resistant مثلما يجب إن تكون عليه أية عذراء virgin ، و مع ذلك فالدارس الذكر يفوز بالجائزة ، بان يندفع فاتحا العقدة
الغوردية بالنفاذ من خلالها على الرغم من ان " المهمة ضريبتها باهضة ".
و " التجانس " هو الآخر يأتـي نتيجة إندحار الخفر العذراوي ؛ ما يعني
انه لا يحصل بأية وسيلة يتيحها تعايش بين كفتين متساويتين . ان العلاقة المبنية
على اساس القوة بين الدارس و موضوع دراسته لا يتغير مطلقا ، و بالمرة؛ ما يعني انه
في صالح المستشرق بإطراد . إذ يجري تقنيع الدراسة، و الفهم، و المعرفة، و التقييم
لكي تبدو مداهنات لـ "التجانس" ، بوصفها أدوات الإندحار."
(سعيد 2003 : 308 –
9)
لغة لا ينحل لغزها Undecipherable
Language
هذه القطعة مستقاة من رواية توني موريسون Toni
Morrison 1987 الموسومة "حبيبة
Beloved "
"في اليوم الذي رأى
فيه ستامب بيد المؤخرتين عبر النافذة ما جعله يسرع نازلا ، آمن ان اللغة ، التي لا
ينحل لغزها ، الصاخبة حول المنزل ، كان مصدرها الغمغمة ألآتية من الميت الأسود
الغاضب . قليلون جدا من ماتوا في أسرتهم ، مثل بايبي ساغس ، و ما عرف أحد منهم ،
بضمنهم بايبي ، ممن يطاق معهم العيش . حتى الملونون المتعلمون : أناس المدة
الطويلة للمدرسة ، ألأطباء ، المعلمون ، كتاب العرائض و رجال ألأعمال كلهم كانوا يشكلون صفا شديد ألإحتمال لعزق
الأرض . و بالإضافة الى إستعمال رؤوسهم للمضي قدما ، كان لهم ثقل العِرق باكمله ،
جالسا هناك . فانت تحتاج الى رأسين لأجل ذلك هناك . آمن البيض انه مهما كانت
ألأخلاق الموجودة تحت البشرة السوداء ، فثمة غابة من تحتها . مياه سريعة لا تصلح
للملاحة ، سعادنة متأرجحة صارخة ، و أفاع كامنة ، لثات حمراء مستعدة لإمتصاص دماء
البيض الحلوة . لقد فكر ، باية طريقة ، انهم على حق . و الناس ألأشد سوادا
إستنفذوا طاقتهم محولين إقناعهم بمدى دماثتهم ، و مدى شطارتهم و حبهم ، و مدى
إنسانيتهم، و كلما إزدادوا في بذل أنفسهم لإقناع البيض بشيء يخص الزنوج Negros إعتقدوا انه فوق الشبهات ، إزدادت الغابة في
داخلهم لتصبح أشد إلتزارا. و مع ذلك ؛ فلم يكن السود هم من أتى بالغابة معهم الى
هذا المكان من المكان (الذي يطاق) الآخر. كانت الغابة هي التي زرعها أقوام البيض فيهم . فنمت. و انتشرت إنتشرت خلال الحياة و بعدها حتى إجتاحت
البيض الذين كانوا قد صنعوها . فمست كل واحد منهم . غيرتهم و حولتهم . جعلت منهم
دمويين ، و أغبياء ، و حتى أسوأ مما أرادوه لأنفسهم ان يكونوا، و هكذا خافوا
الغابة التي أوجدوها . و عاش السعدان الصارخ تحت جلدتهم البيضاء ؛ و كانت اللثات
الحمراء لثاتهم." ( موريسون 1988:
198 -9 )
الخفاء المعبر Voicing Invisibility
هذا هو مفتتح رواية رالف اليسون 1952
الموسومة" الأنسان الخفي Invisible Man ":
"انا إنسان محجوب. لا، لست شبحا من تلك ألأشباح التي طاردت إدغار آلن بو ؛ و لا انا واحدا من الجبلات
الخارجية التي تصنعها هوليوود عندكم . انا انسان الجوهر ، من لحم و عظم ، ونسيج و
سوائل – و قد يقال حتى اني امتلك عقلا . أنا خفي ، و افهم ، ببساطة ان الناس
يرفضون رؤيتي . مثل رؤوس بلا اجساد ، من تلك التي ترونها احيانا في إستعراضات
السيرك الجانبية ، و ان ألأمر ليبدو و كأنني محاط بمرايا مصنوعة من زجاج صلب لا
يشوه ما يعكس . و حين إقتربوا مني لم يروا سوى ما يحيط بي ، انفسهم أو شظايا من
خيالهم – و بالتأكيد كل شي و لا شئ سواي
انا . و ليس خفائي بالضبط هو مسألة حادث
بايوكيميائي حصل لبشرتي. ان الخفاء الذي أشير اليه يحصل بسبب انحراف غريب بعيون
اؤلئك الذين اتصل بهم . انها مسألة التركيب الذي نشأت عليه بصيرتهم الداخلية ، تلك
البصيرة التي تنظر عبر عيونهم الطبيعية الى الواقع . لست متذمرا ، و لا محتجا ايضا
. و انه من المزايا أحيانا ان لاتكون منظورا على الرغم من ان هذا الأمر غالبا ما
يستهلك ألأعصاب . من ثم أيضا انت غالبا ما تشحن ضد شيء ما من لدن أؤلئك ذوي الرؤيا
البائسة . أو ، مرة أخرى ، انك غالبا ما تشك فيما إذا كنت موجودا حقا . و ان
تتساءل فيما إذا لم تكن مج شبح في أذهان الناس ألآخرين . أو قل تمثالا في كابوس
يحاول النائم ان يحطمه بكل ما أوتي من قوة . و انه حين تحس على هذا النحو ، و دون إمتعاض ، تشرع
في إزاحة الناس الى الخلف. و دعني أعترف لك، انك تحس على هذا النحو في اغلب
الأحيان . و توجعك الحاجة لإقناع نفسك انك
موجود في العالم الحقيقي، و بانك جزء من الصراخ و الكرب ، و تحارب بقبضتيك ، و انك
تلعن و تشتم من اجل ان تجعلهم يعرفونك. و يا ويحي، لأن هذا ألأمر نادرا ما ينجح.
(أليسون 1965 : 7)
اللـغـة و الـعِـرق Language and Race
- هل
تؤدي الكتابة بلغة إستعمارية الى تعزيز الميراث الإستعماري، ام انها تقدم نوعا من
المقاومة ؟ و ما تعتقده بخصوص بدور تعليم اللغة في هذا السياق – أهو تحرير أم
قسر؟ حاول ان تستحضر امثلة من حول العالم.
-
هل ثمة وجود من قبيل ما يسمى بـ "الكتابة السوداء"؟ إذا كان
ألأمر كذلك كيف يمكننا تمييزها؟ حاول ألإتيان بمثال عنها (أو عن اي نوع من كتابة
"معرقنة racialised "
او مؤثننة ethnicised ").
-
كيف تتفاعل تجريدات من قبيل "امة nation " و "أرض ألآباء
fatherland " مع افكار من قبيل "اللغة ألأم mother
tongue "؟ هل من اسباب تبعث عندك
الريبة تجاه مثل هذه المصطلحات؟
-
لقد أقترح غاياتري سبيفاك Gayatri Spivak ان النساء السوداوات عرضة "لإستعمار مزدوج".
حاول ان تفكر بالعلاقة بين "الجنوسة" و "العرق" و بينها و
"ألإثنية"
-
ما هي نوع الصعوبات التي تتقدم المحاولات لتشريع يخص المساواة العرقية
بوساطة الفكرة القائلة بان موضوع "ألأعراق" لا وجود له؟ هل لا بد ان
تكون المساواة هدفا، و ما الذي لا بد ان تعنيه المساواة فعليا ؟ و كيف بالإمكان ان
يشار الى الرغبة في المساواة بإستعمال اللغة؟
-
إذا كانت اللغة تعبر عن نوع خاص من الخبرة ، ما نوع المشكلات التي تتقدم
الترجمة؟
-
هل ثمة من الكلمات مما ينبغي ألا تستعمل ابدا؟ حاول ان تجد لقرارك تسويغا
بلغة تتماشى و رأيك في اللغة التي يستلزمها هذا ألأمر.
- انك قد تفكر مرة اخرى في هذه المواضيع آخر الأمر
عبر قراءتك للمقتطف المأخوذ من فرانز فانون Frantz Fanon.
[ اني أعزو أهمية أساسية لظاهرة
اللغة. و هذا هو السبب الذي اجده ضروريا للبدء بهذا الموضوع ، الذي لا بد ان
يزودنا بواحد من العناصر التي ينطوي عليها البعد الذي يتضمنه فهم ألأنسان الملون
لـ " الآخر ". لأنه
موجود ضمنيا عند الحديث عن الوجود المطلق للآخر.
إن للإنسان ألأسود بعدين. واحد مع رفاقه ، و
ألآخر مع الإنسان ألأبيض . يتصرف الزنجي على نوع مختلف مع ألإنسان ألأبيض و مع
الزنجي الآخر. إن هذا الشطر الذاتي self-division ما
هو إلا نتيجة مباشرة للإستعباد ألإستعماري الذي يكمن في ما وراء السؤال .... قد لا
يحلم أحد بالشك بان شريانا رئيسا يتغذى من قلب تلك النظريات المتنوعة التي كانت قد
حاولت إثبات ان "الزنجي" ما هو إلا مرحلة في عملية إرتقاء القرد الى
إنسان . و ها هنا دليل موضوعي يعبر عن ألواقع .
[.... ]
فان تتحدث معناه ان تكون في موقف يتطلب إستعمال
النحو syntax ، من أجل
ألإمساك بالكيفية التي يعمل بها الصرف morphology
في هذه اللغة أو تلك ، غير انها تعني قبل اي شيء آخر ان
تتلبس ثقافة ما ، لكي تدعم الثقل الذي تتمتع به حضارة ما . و بما ان الموقف لا
يقتصر على درب واحد فقط ، فلا بد ان تعكس جملته الخبرية الحقيقة على ألأرض . و هنا
ينسأل القارئ بان يسلم لبعض النقاط ، التي على الرغم من انها قد تبدو في بادئ
ألأمر غير مقبولة ، إلا انها ستجد قياسا لمصداقيتها ضمن الحقائق التي تطرحها.
إن المشكلة التي نواجهها [ .. ] هي هذه: إن زنجي
ألأنتيل Antilleسيكون من الناحية الجزئية أكثر إبيضاضا – لأنه سيكون أقرب الى ان يكون
إنسانا – بنسبة مباشرة مع تقدمه في التمكن
من اللغة الفرنسية.
[ ... ]
"إن كل شعب مستعمر-
أو بكلمات أخرى كل شعب توجد في روحه عقدة نقص، كانت قد أنوجدت بموت أصالته
الثقافية المحلية و دُفِنت – يجد نفسه وجها لوجه مع لغة ألأمة التي تحضِّره؛ ما يعني انه وجه لوجه
مع ثقافة البلد ألأم . إن المستعمَر يجري هنا رفعه الى ما فوق حالته الغابيَّة
بنسبة مع ما يتبناه من معايير ثقافة ألبلد ألأم . و بذا ، يصبح أكثر إبيضاضا بقدر
تخليه عن سواد بشرته، و غابته . إذ يخدم الضباط السود في الجيش ألإستعماري الفرنسي،
بخاصة في ألأفواج السنغالية، اول ما يخدمون بوصفهم مترجمين . فهم متعودون على نقل
أوامر السيد الى رفاقهم ، و هم بذا يتمتعون أيضا بمرتبة من مراتب الشرف." (فانون 1986 : 17 -18)
(4) الـعـرق RACE
يعالج تفسير هذا المبحث في اللغة و
"العرق" مشكلة ما إذا كان ممكنا "معالجة process"
اللغة فهو بحد ذاته، يطرح للمسائلة بعض أفكارنا المعيارية عن الكيفية التي أستعملت
بها اللغة ( إما من لدن المستعمِرين أو
المستعمَرين ) بسياق إستعماري . ان المقتطف من عمل جاك دريدا Jacques Derrida الموسوم " أحادية اللغة عند ألآخر
Monolingualism of the Other " (1998 )، الموجود في أدناه ، يرسم لنا ذكريات دريدا عن سيرته الشخصية أبان طفولته
بوصفه يهوديا يعيش في الجزائر، و لأنه تحت القانون الفرنسي ، فهو أصبح بذا تحت
نظام حكم فيشي Vichy الذي تعاون مع الإحتلال الألماني لفرنسا أبان
الحرب العالمية الثانية . و يعلق دريدا على حقيقة انه كان يفكر دوما بالفرنسية ،
اللغة الرسمية لطفولته الجزائرية ، على انها لغته "الخاصة". غير انه ،
مثل كل اليهود الذين كانوا تحت سلطة فيشي ، كان قد جرد من مواطنيته الفرنسية ، و
بالنتيجة من حقه في إستعمال اللغة . و ترك هكذا دون منزلة ، لأنه يفتقر الى معرفة
باللغات ألأخرى ، يهوديا مثله لا يفقه لغتي السكان المحليين الجزائريين ، و هما
العربية و البربرية . و يشير عنوانه "
أحادية اللغة عند ألآخر " الى ألإنشطار في معنى ألإمتلاك : فهو لا يملك
غير لغة واحدة يحس انها تعود له ، و ما عادت تعود له.
الشهادة بلغة ألآخر Testifying in the Langugae of the Other
جاك دريدا (أعيد طبعه من أحادية لغة ألآخر
، أو ، ترقيع ألأصل Prosthesis of Origin ، ستانفورد: مطبعة جامعة ستانفورد 1998 : 19-27).
دعونا نمرن مخيلتنا تحت هذا العنوان: أحادية
اللغة عند ألآخر . دعونا نرسم تخطيطا لشخص
ما . لن يكون لهذا الشخص سوى شبه غامض بي ، و بنوع سوابق سيرتي الشخصية التي تبدو
دائما مثل شيء له علاقة بالأمر ، حين يعرض
المرء نفسه في فضاء هذه العلاقة . دعونا نفهم " العلاقة " بمعنى السرد narration، سرد قصة السلالة ، في سبيل المثال ، و لكن على نحو اكثر عمومية
أيضا ، بمعنى ان إدوارد غلسانت Edourad Glissant {1990} يبصم على تعبيره حين يتحدث عن
الأحاسيس الشعرية للعلاقة Poetics of Relation poetique de la Relation] ]، مثلما بامكان المرء بالضبط ان يتحدث عن أحاسيس شعرية للعلاقة.
بناء
على هذا، أنا اخاطر بتقديم نفسي لك هنا ، لا متجانسا ecce homo ،
في محاكاة ساخرة ، بوصفي أمثولة للفرانكو- مغربي، و لكن أعزلا ، اتحدث بلهجات من
النوع ألأكثر سذاجة ، ألأقل ضبطا ، و ألأقل صقلا . " لا متجانس "، و لا تضحك مني
، بسبب "حماس"، قد يظهر
بالتأكيد موضع رهان هنا ، على عذاب الفرانكو- مغربي الذي قد إختار منذ ولادته ،
منذ ولادته لا ، و انما منذ ولادته أيضا على الجانب ألآخر من الساحل، ساحله، و هو
في القاع ألا يفهم شيئا ، و ما يزال يعاني و يشهد. و بقدر تعلق ألأمر بالقيمة
الملغزة التي للشهادة ، أو حتى الإمثولة في الشهادة ، ها هنا لدينا سؤال اول نطرحه
، و هو السؤال ألأكثر عمومية ، و دون ادنى ظل للشك . ما الذي يحصل حين يفزع المرء
الى توصيف " موقف " غير مألوف لا يُتذرع به ، موقفي انا ، في سبيل
المثال ، بالشهادة عليه بلغة تذهب الى ما يكمن وراءه ، بلغة تأخذ عموميتها على
اساس قيمة ، هي الى حد ما بنيوية ، و كلية ، و متعالية أو علميوجودية ontological ؟ و حين يحصل ان يحدس المرء التالي: "إن الرأي الذي يصلح لي
، من النوع الذي لا يتعذر إستبداله ، لا بد ان يصلح للجميع . و ألإستبدال جار ، و
انه كان قد أصبح نافذ المفعول . و كل إمرئ بإمكانه ان يقول الشيء نفسه عن نفسه و
عن غيره . و أن تسمعني فهذا يفي بالمرام ؛ فانا الرهينة الكلية universal . كيف يستطيع المرء ان يوصف هذا الزمان، ثم؛ كيف يستطيع المرء ان
يعين هذا الزمان؟ كيف يستطيع المرء ان يقرر هذا ، زمان غير مالوف تنبع فرادته من
الشهادة فقط ، من حقيقة ان أفرادا معينين في مواقف معينة يشهدون لصالح ملامح بنية
على الرغم من انها كلية ، يكشف عنها ، و يريها و متيحا اياها لكي تُقرأ على نحو
"أكثر حيوية"، أكثر حيوية على النحو الذي يقوله المرء ، و لأن المرء
يقولها ، قبل كل شيء آخر، بسبب الحيف الذي لحق به ، اكثر حيوية و على نحو افضل مما قالها به ألآخرون ، حين يقولونها على نحو لا يضارعهم به أحد و
بموجب مقولتهم؟ و ما يجعل ألأمر غير قابل للتصديق زيادة هو انهم لا يُضارعون في
جنس أدبي genre يغدو هو بدوره مثالا كليا، و هكذا يصبح متماهياً
مع المنطقين ، ذاك الذي يخص ألأمثولة و ذاك الذي يخص الحشد بوصفه رهينة.
- لم يكن ذاك هوالذي فاجأني أكثر من غيره . لأن المرء
بإمكانه ان لا يشهد إلا عل الذي لا يمكن
تصديقه . على الذي بالإمكان ، باية حال ، ألإيمان به فقط ؛ على الذي يلجا اليه فقط
للإيمان به ، و من هنا على الكلمة المعطاة
، طالما كانت تقع في ما وراء حدود البرهان ، و الدلالة ، و ألإقرار الموثق [ le constat ] ، و المعرفة . سواء أكنا نحبه أو لا ، و سواء
اكنا نعرفه أو لا ، حين نسال ألآخرين ان يأخذوا عهدنا عليه ، و نحن الآن في سياق
ما يعد ممكن التصديق . ان ألأمر هو موضوع ما يقدم للإيمان ، و يلجأ للإيمان ، فقط
موضوع "ما يمكن تصديقه"، و من هنا يعد غير ممكن التصديق بوصفه معجزة .
غير ممكن التصديق لأنه "جدير بالثقة"
تماما. ان نظام المصادقة هو نفسه يشهد على ما يمكن تصديقه إعجازا
لأنه لا يمكن تصديقه : ما يعني المصادقة على ما ينبغي ان نؤمن به جميعا، سيان الأمر سواء أكان ممكن تصديقه أو لا . هذه
هي حقيقة ما أستغيث به ، مما لا بد ان
يكون مصدقا ، حتى ، بل بخاصة ، حين اكون كاذبا في قسمي أو مضللا اياه . فحتى في
الشهادة الزائفة هذه حقيقة تفترض مقدما وجود الحقيقة – و ليس نقيضها.
- أجل، و مثلما كنت أقول ، فما زاد
في الامر عدم تصديقه هو ان مثل أولئك ألأفراد يشهدون على هذا النحو باللغة التي
يتحدثون بها ، وان ألأمر سيان، بالطبع ، إذا ما وافقوا على الكلام بطريقة معينة
وصولا الى موضوع معين ...
- ... بطريقة معينة وصولا
الى موضوع معين ، مثلما لو ان على المرء ان يتحدث عن ممارسة للغة ....
- ... و لكن المرة التي
يتحدثون بان يقدمونها ، بتلك اللغة بالذات ، على انها لغة ألآخر. و هكذا
ستكون، هذه المرة ، خبرة اغلبيتنا
عندما سنتكلم ألإنكليزية في ذاك ألإجتماع . و لكن كيف عليَّ ان اقوم بذلك ، في هذا
الموضع بالذات بان اتكلم معك بالفرنسية؟ و بأي حق؟
ها هنا مثال على ذلك. ما
الذي فعلته منذ برهة قصيرة بان نطقت حدا اعلى من قبيل "انا لدي لغة واحدة فقط، مع انها ليست
ملكي" ، أو "نحن لم نتكلم قط سوى لغة واحدة"؟ و ما الذي ارغب
بالقيام به بان استمر بالطريقة التالية تقريبا: "بناء على هذا ليس ثمة من شيء
مثل ثنائية اللغة أو تعددية اللغة"؟ أو، و ما نزال نكثر من التناقضات عل هذا
النحو ، " نحن لا نتكلم ابدا لغة واحدة " ، لذا ، ليس ثمة من وجود سوى
لثنائية اللغة " ؟ مع عدد كبير من التأكيدات المتناقضة بوضوح (ليس ثمة شيء من
قبيل س، ليس ثمة شيء سوى س) ، و عدد كبير جدا من المزاعم التي اؤمن بها بالتأكيد ،
التي أُعطيت ، من جانب آخر ، وقتا كافيا ، و بذا قد اكون قادرا على إستعراض القيمة
الكلية . إن على أحد ما ان يكون قادرا على قول "انا لوحدي من عنده لغة واحدة
(و مع ذلك ، و على الرغم من ذلك ، و من هنا ، و آخر ألأمر [ في البيت a
demeure ] انها لم تعد لغتي".
بنية متاصلة الوعد أو
الرغبة ، امل دون افق من التوقعات ، ذاك الذي يعلِمُنا عن الكلام . فبمجرد ان
اتحدث ، حتى قبل ان أصوغ وعدا ، توقعا ، أو رغبة
بحد ذاتها ، و حين اكون ما
ازال ليس عارفا ما الذي سيحدث لي ، أو ما ينتظرني في آخر الجملة ، لا من
ينتظرني و لا ما ينتظرني ، أو من
ينتظرني أو ما ينتظرني ، فانا ضمن هذا الوعد أو التهديد - الذي مذاك و ما يليه ،
يجمع اللغة على بعضها ، اللغة الموعودة و اللغة المهددة ، محافظا على وعده على طول
الطريق الى موضع التهديد و العكس بالعكس، و هكذا تنجمع اللغة على بعضها في بذارها
نفسه . طالما كانت المواضيع مؤهلة في عديد اللغات ، حاول ان تقص الكلام بلغة
واحدة ، حتى لو كانت الأخيرة تتقطع
اوصالها ، و لأنها لا تستطيع شيئا سوى الوعد ، و الوعد نفسه يقطع اوصال نفسه
بالتهديد ، فاللغة نفسها لا تستطيع إلا ان تعبر عن نفسها. و المرء ليس بمقدوره
الكلام عن لغة ما، إلا في تلك اللغة نفسها . حتى لو وضعها خارج نفسها .
و بعيدا عن المصادقة على
اي شيء، فإن الأنانة solipsism تضع شروط مخاطبتك للآخر ، فهي تمنحك كلمتها ، أو
بالأحرى تمنحك إمكانية منحك كلمتها، تمنحك الكلمة المتاحة في عزِّ محنة الوعد المهدِد و المهدَد: و اعني بذلك أحادية
اللغة و التكرار غير المجدي، و الإستحالة المطلقة للحصول على ما وراء اللغة .
إستحالة الحصول على ما وراء اللغة ، على ألأقل ، الحصول على ما يحدثه ما وراء
اللغة من آثار، آثار أو ظاهرة نسبية، و اعني الإتكاء على ما وراء اللغة " ضمن
" لغة يضع فيها الآن موضع ألإستعمال ترجمة معينة و تموضع معين . و انهم
يسمحون ، في الأفق المنظور و الإعجازي و الشبحي ولكن المرغوب بلا حدود ، لشبح لغة
أخرى ان ترتعش.
- إن ما اعاني صعوبة قليلة في فهمه هو هذا التملك
الكامل ، و ألإعتياد ، و ألإستحواذ ، مثلا
، على مفردات لغة قد تكون ، أو قد لا تكون لغتك الخاصة . كما لو ان ضمير التملك pronoun و الصفة
adjective يجري إقصاؤهما هنا باللغة هي ذاتها ، الى الحد
الذي تسمح به اللغة.
- و من جانب المرء الذي
يتحدث اللغة المذكورة في أعلاه أو يكتب بها ، فان أنانة واحدية اللغة هذه ليست هي
مطلقا واحدة من اي نوع، مهما كان شكله ، من أنواع ألإنتماء، أو الملكية، أو قوة
السيطرة ، أو "هوية ipseit
" خالصة (ضيافة أو خصومة). و على الرغم من اللاتمكن من ... اية لغة متلائمة ،
الذي يتحدث غلسانت Glissant ( 1990 ) عن التأهل بها ، قبل كل شيء ، على نحو
أكثر موضوعية و اكثر حساسية ، و إن بعض المواقف من التغريب " الإستعماري
" ، و العبودية التاريخية ، و هذا التعريف بما انه مدموغ بالتصريفات الضرورية
، هو أيضا يقود الى ما وراء هذه الشروط المحددة. و انه ايضا يقيد بما قد نسميه لغة
السيد ، النديم hospes ، أو
المستعمِر.
و بعيدا جدا عن التفكك الدائم للتعيين النسبي،
مهما كان قاسيا ، الخاص باوضاع الإضطهاد اللغوي أو المصادرة ألإستعمارية ، و
ألإضفاء الحذر المميز لهذه النزعة الكلية ، لا بد ان يؤخذ بالحسبان ، و قد أقول
حتى انه الطريق الوحيد الذي ياخذه المرء بالحسبان ، الإمكانية التي يمكن تعيينها
لهذا الخضوع الذليل و سيطرة دولة على دولة أخرى . بل و حتى ان يؤخذ بالحسبان الرعب
الموجود داخل اللغات (ثمة داخل اللغات رعب سواء أكان ناعما أو كتوما أو صارخا ؛
انه رعيتنا). و على العكس مما يحاول المرء غالبا ان يؤمن به ، ان هذا السيد هو لا
شيء . و هو لا يحصل على ملكية شيء حصرا . لأن هذا السيد لا يمتلك حصريا ، و طبيعيا
naturally، ما يسميه هو لغته ، بسبب انه مهما اراد أو فعل ، لا يستطيع
الحفاظ على اية علاقات للملكية أو للهوية به مما هو طبيعي ، أو وطني ، أو متجانسٍ
مصلحة ، أو وجودي ، لأنه ليس بمقدوره ان يمنح الجوهر لهذا ألإستيلاء ، وان يلهج به
، إلا في سياق عملية لاطبيعية لبنيات من الخداع السياسي ، لأن اللغة ليست عنده
تملكا طبيعيا ، فهو يستطيع ، بفضل تلك الحقيقة بالذات ، ان يتظاهر تاريخيا ، من
خلال النهب و ألإغتصاب الثقافي، الذي يعني بالجوهر إستعمارا، ليتلاءم معه من اجل
ان يفرضه قسرا على انه تراثه
"الخاص". و عقيدته هذه هي: انه يرغب في جعل ألآخرين يشاركون بها من خلال
إستعمال القوة أو المكر؛ و هو يريد ان يجعل الآخرين يؤمنون بهذا، و كانهم يقومون
بمعجزة، من خلال البلاغة، أو المدرسة، أو الجيش. و هذا ألأمر يفي عنده بالمرام ،
باية وسيلة تتوفر لديه، ليجعل من شخصه مفهوما ، و لكي ينجز عمل "افعال الكلام
speech act " التي
تخصه ، و يخلق الشروط لتحقيقها ، من اجل انه قد يكون "مؤاتيا happy " ("لبقا felicitous " – التي تعني بموجب هذا التشفير للغة؛ مؤثرا ، و منتجا ، و
فعالا ، و مولدا للحادثة المأمولة ، غير انه احيانا قد يكون اي شيء إلا ان يكون
"مؤاتيا") و هكذا تدور الحيلة، علما
ان الحيلة ألأولى ستكون قد دارت في اي حال من ألأحوال .
إن
الحرية و ألإنعتاق و الثورة ستكون، دون ريب ، الحيلة الثانية . و ستزودنا بالحرية
من البرهة ألأولى التي يبتدئ فيها التاكيد على الميراث ، بان نضفي عليه صفة شخصية
، و بإعادة ملاءمته – و لكن وصولا الى نقطة معينة ، ذلك لأنه ، مثلما تظهره
فرضيتي لا وجود أبدا لشيء من قبيل إستيلاء
مطلق أو إعادة إستيلاء أبدي . هذا لأنه لا وجود لملكية طبيعية للغة ، فاللغة لا
توجد بعثا إلا للجنون ألإستيلائي و للغيرة jealousy دون
ألإستيلاء . و اللغة تفصح عن هذه الغيرة ؛ ما يعني انها لا شيء غير الغيرة مطلقة
العنان . و بذا ، تأخذ ثأرها من قلب القانون . القانون الذي ، فضلا عن ذلك ، ما هو
إلا اللغة ذاتها ، بصرف النظر عن كونها أيضا مسعورة . مسعورة بنفسها . تهذي
بسُعرها.
(و
بما ان هذا ألأمر يمضي دون قول و لا يستحق هنا أي تطوير طويل اكثر مما ينبغي،
دعونا نتذكر ، بالمناسبة ، بأيجاز ان هذا الخطاب، عن إستيلاء اللغة السابق ، و
لنكن اكثر دقة ، عن إستيلاء " الغاية " المفتوحة على السياسة ، على انها
حق ، و أخلاق، بل ودعونا نذهب حتى بعيدا لدرجة ان نقول انها الوحيدة ذات السلطة القادرة على القيام
بها ، مهما كانت المخاطر الناجمة عن ذلك ، و بدقة اكبر بسبب الغموض غير المفصول
فيه الذي يتحكم بتلك امخاطر، و بذا غالبا ما تلجأ الى القرار الذي تتحكم به ، قبل
اي برنامج و حتى قبل اية بديهيات ، الحق و حدود الحق في التملك ، حق بالوفادة ، و
حق بالهوية عموما ، و بـ "سلطة المستعمر نفسه، السيد و المالك ، بخاصة على
نفسه – معلما ipse، و متوليا compos ، و
ipsissimus، و طاغية despotes ، و مقتدرا potior ، و مستحوذا possidere ،
لكي ينظم سلسلة ، على وفق لانظام ، معاد تركيبها من لدن بينفينسايت Benvensite الذي كنا نتحدث عنه سابقا.)
الى حد ان "الإستعمار"
و "إنشاء المستعمرات" صارت مواضيع رفيعة المستوى [ حليات معمارية reliefs ] ، آفة جارحة تأتي فوقها
غيرها ، ركام متزايد من العنف ، سخط غيور من
إستعمار و ثقافة جوهريين ،
مثلما يتجسد بالإسمين . إستعمار للثقافة و دون ريب ، و إستعمار للوفادة ، عندما
تتحكم ألأخيرة و تحدد نفسها تلقائيا بقانون ، مهما كان شكل "الكوزموبوليتانية"
الذي تتخفى به – مثلما أريد للسلام ألأبدي و الحق الكلي عند كانت Kantان يكون.
و النتيجة . . هي اني شخص
يجب ان يكون قادرا على الإعتراف تحت القسم : بان يقول اني لا املك إلا لغة واحدة و
هي ليست لي ؛ و ان اللغة " الخاصة " بي هي ، عندي ، اللغة التي ليس بالإمكان إستيعابها . إن لغتي
، اللغة الوحيدة التي أسمع نفسي أتحدث بها و أوافق على التحدث بها هي لغة ألآخر.
و يبدوهذا "الإنسلابalienation " الذي أتقبله دون جزع [ إنسلاب في البيت alienation
a demeure ] ، مثل
"إفتقار" للمكون ألأساس. و مع ذلك ، فلا هو إفتقار و لا هو إنسلاب ؛ ما
يعني انه لا ينقصه شيء يسبقه و لا شيء يتبعه ، فهو لا يسلب هوية، و لاملكية، و لا
ذاتا كانت أبدا قادرة على تمثيل عينها المؤرقة . و على الرغم من ان هذا الإنذار
القضائي يصدر إستدعاء ً [ mette en demeure a demeure ]، "ليس ثمة"
شيء آخر بالإمكان النظر أبدا الى ماضيه أو الى مستقبله. ان بنية ألإنسلاب هذه هي
دون إنسلاب ، فهذا ألإنسلاب غير القابل للإنسلاب هو ليس فقط اصل مسؤوليتنا ، انه
أيضا يشيد خصوصية [ le
proper ] اللغة و ملكيتها . و هو يؤسسس ظاهرة سماع
الشخص لنفسه يتكلم من اجل ان يوصل معنى ما يقول [ pour vouloir dire ]، لكن ، علينا هنا ان
نتحدث عن الظاهرة بوصفها وهما . دعونا
الآن نشير الى القرابة بين الدلالة و أصل الكلمات التي تربط الوهم بـ ...........
phainesthai، و لكن تربطها ايضا الى شبحية
الظاهرة . فالوهم هو أيضا السراب، الثنائي، أو الشبح. فها نحن هناك.
-
هل تعني اننا نعود لوسطهم؟
-
الذين يعولون على قراءتنا و فهمنا على النحو المطلوب، هنا ...
-
هنا؟
- .... أو هناك، من ذا الذي سيجرؤ
على جعل أحد ما يؤمن بالنقيض؟ و من قد يجرؤ زاعما انه قادر على اثبات ذلك؟ فان
تكون هنا في مجال لا تستطيع فيه ، تحت اي نوع من الظروف ، ان تقلل من الوهم الخادع
الشبحي ، هذا لا يتضمن ان ألإرهاب السياسي
و التاريخي يجري تلطيفه بهذا التفسير ، فالأمر هو العكس تماما . ذلك ، لأنه ثمة
مواقف، و تجارب شخصية ، و أشخاص ، إن توخينا الدقة ، واقعين في موقف situation (غير
انه ؛ ما الذي يعنيه الوقوع في موقف في هذه الحالة؟) للشهادة مما يعد أمثوليا لهم.
و هذه ألإمثولية ما عاد بالإمكان النزول بها لتكون مثالا في سلسلة من ألأمثلة ...
انها ، بالأحرى ، قد تكون ألأمثولية – جديرة بالملاحَظة و لكنها ملاحِظة في الوقت
نفسه – من النوع الذي تبيح للمرء ان يقرأ بإنبهار و إنشداد أعظم ، أو حتى بطريقة جارحة ، حقيقة الضرورة
الكلية . و ترينا بنية في خبرة الظلم، و الإساءة، و ألإثئار ، و ألأذى . و في خبرة
ألإرهاب . و انها لحادثة جارحة لأنها شد بالأوتاد هنا ، و لطمات ، و إضطهادات ، و
جروح ، و غالبا جرائم ، و احيانا إغتيالات جماعية .انها الواقع يفصح عن نفسه ،
انها فرصة لأي موت ، و لأي مرجع للإختلاف.
تلك هي القضية. فأي مكانة علينا يا ترى ان
نعينها للإمثولية التي تخص إعادة الملاحظة؟ و كيف علينا ان نفسر تاريخ مثال يتيح
لنا إعادة كتابة بنية قانون كلي على جثة التفرد الذي لا يمكن إستبداله من اجل ان
نترجمه على انه جدير بالملاحظة؟
حتى
الآن ، ليس في ألإمكان سبر غور هذه المشكلة ، لدرجة اننا لا نستطيع معالجتها هنا
وهي بشكلها الكلاسيكي . و حتى لو كان ألأمر كذلك ، على المرء ، و ما نزال نتحدث من
الهاوية ، ان ينتبه لفرصة ترتبط بتعقيد المعالجة أو طيها ، ثم يشغل هذا الطي بنثر
البذار ، على انه بذار . ذلك ، انه في صيغة التفكير في المتفرد ، و إذا
توخينا الدقة ، ليس في الجمع ، مثلما كان يظن سابقا ، هي التي تقوم بها فكرة
البذار التي كانت سابقا تقدم نفسها على انها طي للجماعة – و بوصفها فكرة مطوية عن
الجماعة . ذلك ، لأن ثنية مثل إعادة
الملاحظة هذه موجودة هناك النسخة المنقولة عنها أو إعادة تطبيق المثال المتعالي
ظاهريا أو الظاهري الوجود ضمن الظاهراتي أو الحقيقي الوجود أو التجربي ، و ضمن
الوهم هو بالذات عندما يفترض ألأخير مسبقا وجود أثر له في اللغة ، و نحن ملزمين ،
بما يسوغ ألأمر لنا ، بالقول على الفور بـ "اننا نتحدث أبدا لغة واحدة"
و "اننا لم نتحدث قط لغة واحدة" أو "انا فقط من يتحدث لغة واحدة
(وَ، غير، و مع ذلك) إنها ليست لغتي.
من هنا نسال . . هل ان خبرة اللغة (أو بالأحرى ،
قبل اي خطاب ، خبرة الملاحظة و إعادة الملاحظة أو الهامش)، و ان ليس بالدقة
المطلوبة ، هي ما يجعل هذا التمفصل ممكنا و ضروريا؟ أوليس السبب هو ذاك الذي يبعث
هذا التمفصل بين الكلية المتعالية و الوجودية، و ألإمثولي أو التفرد المتعلق
بالشهادة للوجود المعذب ؟ فبينما نثير بوضوح افكارا تجريدية عن الملاحظة أو إعادة
الملاحظة هنا فاننا بذلك نفكر ايضا بالندوب. إن ألإرهاب تجري ممارسته على حساب
الجروح التي تحفر في الجسد . نحن نتحدث هنا عن العذاب العظيم بالمعنى المحدد لهذه
المصطلحات المرتبطة ظاهريا باصل المفردات . و حين نذكر الجسد ، فإننا بذلك نسمي
اللغة و الكتابة ، فضلا عما ..... شيئا يعود الى ألجسد . و نحن ، بذا نلجأ لما
نسميه ، بعجالة كبيرة ، الجسد بكل ما في الكلمة من معنى ، و يحصل ان يتأثر هذا
الجسد بالإستيلاء السابق نفسه، و بالإنسلاب نفسه ، دون إنسلاب، و دون اية ملكية
تنفقد الى ألأبد أو ان تتعرض لإعادة ألإستيلاء عليها.
هل
سمعت بكلمة " أبدا jamais " هذه في لغتنا؟ و ماذا عن كلمة " بلا
sans " هل
تسمعهما دو ادنى فهم لهما؟ هذا هو ما يجب ، منذ الآن و صاعدا، ان يعرض في المشهد
الذي يجري إبداعه.
و على اي وجه، بعد ذلك، بإمكان آلام المعذب
الفرانكو- مغربي ان تشهد على هذا القدر الكلي الذي يحيلنا الى لغة وحيدة في الوقت
الذي يُحضَرُ علينا الملاءمة معها ، معطين مثل هذا التحريم ، و قد رُبط بجوهر
اللغة بالذات ، او بالأحرى رُبط بالكتابة، الى جوهر الملاحظة، و بالثنية ، و
بإعادة الملاحظة؟
مواضيع للدرس
- حاول ان تفكر
بالشكل form
الذي ظهر به هذا
المقتطف. لماذا إختار دريدا ان يكتب هذا النص، المفترض به ان يكون ترجمة ذاتية،
على شكل حوار؟ و ما الذي يفعله هذا بفكرة النص الذي كتبه بوصفه شكلا من أشكال
الشهادة ؟ فكر بالكيفية التي تستعمل بها بعض أشكال الكتابة لجعل الشهادة قابلة
للتصديق . قد يكون عليك دراسة التقارير الصحفية أو اية نصوص للترجمة الذاتية ، حيث
يزعم فيها أحد ما تقديم تفسير لتجربتـه/ ها. و هل يختلف نص دريدا عن هذه الأنواع من ألشهادات،
و إذا كان ألأمر كذلك ، كيف؟
- إن الكثير من هذه القطعة يهتم بالفكرة الغامضة
للإمثولية . فالأمثلة لها منطق غريب ، في
انها دائما تعد فريدة من نوعها ، غير انها مفترض بها دائما ان تعرض قانونا قابلا
للتطبيق على نحو اكثر شمولية (انها دائما مثال عن شيء معين). فكر في الطريقة التي
تستعمل بها الأمثلة في دراسة اللغة ، و كيف إستعملناها نحن في هذه الدراسة؟ و ما
الذي حصل لأفكار عن السياق context و
القصد intention، و لفكرة النص كونه ذا سلطة
بحكم الشخص الذي يتحدث ، عندما تؤخذ المقتطفات و البيانات بوصفها امثلة ؟
- يذكر دريدا "الإستحالة المطلقة لوجود ما
يسمى ما وراء اللغة" ما الذي يعنيه هذا عندك؟ و لمَ يعد ما موجود في ما وراء
اللغة مستحيلا؟ و ما هي العواقب التي تترتب على مثل هذه ألإستحالة في مجال دراسة
اللغة أو على عمل علماء اللغة؟
- يجري
في الوقت الحاضر قدر كبير من المناقشات عن العلاقة بين اللغة و الجسد . و هذا لا
يصح على موضوع "العرق"، و انما ايضا على الجنوسة gender، و
الطبقة class، و
العمر age، و ما الى ذلك. ما هي طبيعة هذه العلاقة برأيك ؟ و هل تختلف في
حالتي الكتابة و الحديث؟ و ما هي العوامل الإجتماعية و التاريخية أو الثقافية التي قد تؤثر على هذه العلاقة؟ حاول ان تستحضر
أمثلة عن الطريقة التي تستعمل بها اللغة من لدن بعض الجماعات ، و امثلة ايضا عن
الكيفية التي يجري بها تمثيل هذه الجماعات في اللغة؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق