بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 13 أكتوبر 2016

قصائد مترجمة مختارة من شعر ... روبـرت فـروســت

Poems selected from ROBERT FROST
Translated by: Ahmed Khalis Shalan
قصائد مترجمة مختارة من شعر ... روبـرت فـروســت
ترجمة: أحمد خالص الشعلان
Robert Frost
A. Kh. Al-Shalan 
ولد روبرت فروست (1874–1963) في سان فرانسيسكو، كاليفورنيا إبنا لمدير مدرسة، إلتقى بمديرة مدرسة خاصة صغيرة في بنسلفانيا. و حين توفي والده بمرض السل عام 1885، عادت أمه بالأسرة الى نيوانغلاند. فدخل فروست مدرسة ثانوية محلية، حيث كان طالبا متفوقا سوية مع المرأة، إلينور وايت، التي سيتزوجها آخر الأمر. و كانت المدرسة الثانوية هي المكان الذي عرفته شاعرا، حيث بدأ فروست إهتماما جديا في كتابة الشعر. و  في الأعوام التي تلت، إستمر فروست بالكتابة في الوقت الذي دخل الى الكلية (حيث عانى من أوقات تقتير قصيرة الأجل في دارتماوث و هارفارد). و أضطر لممارسة أعمال متفرقة، بضمنها خصاف، و صحفي، و معلم، ثم في طاحونة لحلج القطن. و عاش  منذ عام 1900 الى 1905 في حقل في ديري، نيوهامبشاير، إبتاعه له جده. و لكن المصاعب المالية أجبرته، و بوجود خمسة أطفال و والدته و إلينور، على العودة الى مهنة التعليم. و بسبب الإحباط الذي عانه من عجزه على النشر في الولايات المتحدة، إنتقل فروست بعائلته الى إنكلترا، حيث نشر أول كتابين له في الشعر و هما: "رغبة صبي A Boy's Will" (1913)، و "شمال بوسطن North of Boston" (1914). و عند عودته الى الولايات المتحدة عام 1915 كان قد شق طريقه  قبل ذلك بوصفه الشاعر الأمريكي الأكثر شهرة في ذلك القرن. و في عام 1961 ألقى فروست واهنا قصيدته "الهبة صريحة The Gift Outright" في حفل تنصيب الرئيس جون كندي. و شعره، الذي إستوحى الكثير منه من حياة الريف في نيوإنغلاند، غالبا ما يضلل ببساطته، لأنه ينسج ببراعة و دون جهد بين صيغ الأوزان التقليدية و الكلام العامي الأمريكي.


إصــلاح الـســـور    (1914)
ثمة شيء لا يحب سورا،
ذاك هو الذي يجعل الأرض المجمدة من تحته تنتفخ،
و تندلق الجنادل الفوقية تحت الشمس؛
و يفتح فجوات بإمكان إثنين المرور منها متحاذيين.
و عمل الصيادين هو أمر آخر:
أتيت بعد مروره و قمت بإصلاح
المكان الذي لم يتركوا فيه حجرا باقيا على حجر،
إذ كان عليهم إخراج الأرنب من جحره،
لكي يـُسعدوا الكلاب النابحة. و الفجوات أعني
تلك التي لم يرَ أحدٌ كيف إنفتحت أو سمع بها إنفتحت
سوى أننا في الربيع نجدها هناك وقت الإصلاح.
و أنا أدع جاري عبر التلال يعرف؛
فيأتي يوما ما لنلتقي و نمشي على طول السياج
لنقيم ذاك السياج بيننا من جديد.
و نبقي على ذاك السياج بيننا حين نمضي.
و نعيد الجنادل التي إندلق أحدنا منها على الآخر.
 و بعضها أشبه بالأرغفة و بعضها أشبه بالكرات
علينا أن نستعمل تعويذة لجعلها تلبث في مكانها:
"إبقَ كما أنت لغاية أن ندير ظهورنا لبعضنا!"
فنحن تلبس أصابعنا القسوة حين نحملها.
أوه، مجرد نوع آخر من ألعاب نلعبها في العراء،
كلّ في طرفه. و قد يزيد الأمر قليلا:
في مكان لا نحتاج به للسياج:
هو كله صنوبر، و أنا كلي بستان تفاح
و أشجار تفاحي لن تتعدى و تذهب إليه أبدا
 لتأكل ما سقط من تفاح تحت صنوبراته، هذا ما قلت له.
و لا يرد عليّ بغير "الأسوار المتينة تصنع جيرانا طيبين." 
الربيع  عندي هو أوان المداعبات المؤذية، فأتساءل
إذا ما أستطعت أن أضع في باله خاطرة:
و لم هي التي تصنع جيرانا طيبين؟ أليست هي
التي يلتقي عندها البقر؟ فهنا ليست ثمة أبقار.
و قبل أن أبني سورا كان بودي أن أعلم
ما الذي سأسور داخلا أو أسور خارجا،
و من يكون ذاك الذي أوشك أن أعرِّضَه للأذى،
 فثمة كائنات لا تحب السور.
و تريده مهدّما." أردت أن أقول له "إنها العفاريت"،
غير أنها ليست عفاريت على وجه التحديد، أو بالأحرى قلت لنفسي
قد يكون هو قالها لنفسه. فأنا أراه هناك
يجلب صخرة يمسك بها بقوة من رأسها المدبب
بكل يد، مثلما يتسلح بها إنسان من قعر التاريخ.
يتحرك في الظلام مثلما يبدو لي،
ليس عبر الغابات و ظلال الأشجار حسب.
لأنه لن يذهب الى أبعد مما قاله والده
و يحب أن يبلورها في ذهنه جيدا
و يقول من جديد، "الأسوار المتينة تصنع جيرانا طيبين." 


MENDING WALL    (1914)
Something there is that doesn’t love a wall,
That sends the frozen– ground– swell under it,
And slip the upper boulders in the sun;
And make gaps even two can pass abreast.
He work of hunters is another thing:
I come after them and make repair
Where they have left not one stone on a stone,
But they would have the rabbit out of hiding,
To please the yelping dogs. The gaps I mean,
No one has seen them made or heard them made,
But at spring mending time we find them there.
I let my neighbors know beyond the hill
And on a day we meet to walk the line,
And set the wall between us once again.
We keep the wall between us as we go.
To each the boulders that fallen to each.
And some are loaves and some are nearly balls
We have to use a spell to make them balance:
 "Still where you are until our backs are turned!"
We wear our fingers rough with handling them.
Oh, just another kind of outdoors game,
One on a side. It comes to little more:
There where it is we do not need a wall;
He is all pine and I am apple orchard.
My apple trees will never get across
And eat ones under the pine, I tell him.
He only says, "Good fences make good neighbors."
Spring is the mischief in me, and I wonder
If I could put a notion in his head:
 "Why do they make good neighbors? Isn’t it
Where there are cows? But here there are no cows.
Before I built a wall I’d ask to know
What I was walling in or walling out,
And to whom I was like to give offence.
Something there is that doesn’t love a wall,
That wants it down." I could say "Elves" to him,
But it is not elves exactly, and I’d rather
He said it for himself. I see him there
Bringing a stone grasped firmly by the top
In each hand, like an old– stone savage armed.
He moves in darkness as it seems to me,
Not of woods only and the shade of trees.
He will not go behind his father’s saying
And he likes having thought of it so well 
He says again, "Good fences make good neighbors."
* * * * *                * * * * *                * * * * *

نـــار وثــلــج     (1923)
يقول بعضهم أن العالم ينتهي بحريق،
و بعضهم يقولون بجليد
و بما أتحسسه من رغبة عندي
أنا مع من يفضلون النار.
و لكن ان كان عليّ أن أُفنى مرتين،
 أظنني أعرف ما يكفي عن البغضاء
لأقول أن الجليد للتدمير
هو أيضا مهول
و سيفي للقتول.

FIRE AND ICE     (1923)
Some say the world will end in fire,
Some say in ice.
From what I’ve tasted of desire,
I hold with those who favor fire.
But if I have to perish twice,
I think I know enough of hate
To say that for destruction ice
Is also great
And would suffice.
* * * * *                * * * * *                * * * * *

"احـتـرس، حـتـى الـنـهـايـة  ..."    (1916)
هرّ المنشار بأزيز و قعقعة في الساحة
يثير غبارا و تخرج منه عيدان خشب بحجم يناسب الموقد،
مادة طيبة الرائحة حين تمر عبرها نسمة.
و من هنالك أولئك رافعون أبصارهم قدَّروا حساب
خمسة جبال يصطف الواحد وراء الآخر
تحت غروب الشمس بعيدا داخل فيرمونت.
و المنشار هرّ و قعقع، وهرّ و قعقع،
 كما لو أنه ينشر ضياء، أو كان عليه أن يتحمل ضغطا.
و ما من شيء حصل: ما عدا أن اليوم كله مضى.
سمّه يوما، هذا ما أتمنى لو أنهم قالوا
لكي يسعدوا الصبي بمنحه نصف ساعة
يحسب الصبي لها حسابا حين يوفرها بالعمل.
أخته وقفت بمريلتها تنتظر جانبا
كي تنادي عليهم "الغداء جاهز". عند نطق الكلمة، راح المنشار
كأنه يريد أن يثبت أن المناشير تعلم ما تعنيه كلمة "غداء"
وثب على  يد  الصبي، أو بدا كأنه وثب–
لا بد أنه قد تخلى عن اليد. لكنه كان هناك
و ما ردّ المتلقي. و لم يجد سوى اليد!
 أول صرخات الصبي كانت ضحكة ندم،
أثناء ما كان يلوح تجاههم رافعا اليد،
نصفها يستنجد، و نصفها الآخر كما لو كان يريد إمساك
 الحياة من الضياع. عندئذ رأى الصبي الكل–
و بما أنه بالغٌ كفاية ليعرف، صبي بالغ
يقوم بعمل رجل، و قلبه قلب طفل–
رأى بأم عينه الكل متكدّرين. "لا تدعيه يقطع يدي–
الطبيب، حين يأتي. لا تدعيه يا أختي!"
هكذا جرى الأمر. لكن اليد كانت قد ذهبت هباء.
أدخله الطبيب في غيبوبة المخدر.
إستلقى و شفتاه تزفران تنفسه. 
و آنذاك– إنتاب دقات قلب الناظر إليه خوفا.
 ما من أحد صدق. ظلوا يصخون السمع لقلبه.
ضعيف– أقلّ– ثم لا شيء! – و تلك كانت الخاتمة.
ما من شيء أضافي يعوّل عليه هناك. و هم، طالما
لم يكونوا همُ الذي مات، سرعان ما إنصرفوا إلى شؤونهم.
"OUT, OUT . . ."  (1916)
The buzz saw snarled and rattled in the yard
And made dust and dropped stove 0legnth sticks of wood,
Sweet – scented stuff when the breeze drew across it.
And from there those that lifted eyes could count
Five mountains range one behind the other
Under the sunset far into Vermont.
And the saw snarled and rattled, snarled and rattled,
As it ran light, or to had bear or load.
And nothing happened: day was all but done.
Call it a day, I wish they might have said
To please the boy by giving him the half hour
That a boy counts so much when saved from work.
His sister stood beside them in her patron
To tell them "Supper." at the word, the saw,
 As if to prove saws knew what supper meant,
Leaped out at the boy’s hand, or seemed to leap–
He must have given the hand. However it was,
Neither refused the meeting. But the hand!
The boy’s first outcry was rueful laugh,
As he swung toward them holding the hand,
Half in appeal, but half as if to keep
The life from spilling. Then the boy saw all
Since he was old enough to know, big boy
Doing man’s work, though a child at heart–
He saw all spoiled. "Don’t let them cut my hand off–
The doctor when he comes. Don’t let him sister!"
So. But was gone already.
The doctor put him in the dark of ether.
He lay and puffed his lips out of his breath.
And then– the watcher at his pulse took fright.
No one believed. They listened at his heart.
Little– less– nothing! – And that ended it.
No more to build on there. And they, since they
Were not the one dead, turned to their affairs.
* * * * *                * * * * *                * * * * *
    
الـدرب لـيـس مـطـروقـا     (1915)
دربان يفترقان في غابة مصفرّة
حزين أنا، لم أستطع أن أمر عليهما كليهما
و لكوني مسافرا فردا، توقفت طويلا
و نظرت على إمتداد أحدهما الى أبعد ما أستطعت
حيث ينحنى ما بين الأشجار؛

ثم صوبت نظري نحو الآخر، كي أكون منصفا،
و ربما لأني لدي أفضل تبرير
إذ كان معشّبا و يغري من يدوسه،
و إن الأمر سيان لمن يمر هناك
حين يكون قد داسهما كلاهما بالقدر نفسه.

في ذاك الصباح كلاهما كانا مفروشين
بأوراق لم يحولها الخطو عليها الى سواد.
يا حسرتي، إحتفظت بالخطوة الأولى الى يوم آخر!
مع أني عارف كيف يقود الطريق الى الطريق،
فإنتابني شك إن كنت سآتي على الإطلاق.

سأقول هذا بملء الحسرات
في مكان ما بعد دهور و دهور:
 طريقان يفترقان في غابة، و أنا–
 أخذت الطريق الذي لم يكن إنداس إلا نادرا
و هنا يكمن الاختلاف.
THE ROAD NOT TAKEN  (1915)
Two roads diverges in a yellow wood
And sorry I could not travel both
 And be one traveler, long I stood
And looked down one as far as I could
To where it bent in the undergrowth;

Then took the other, as just as fair,
And having perhaps the better claim,
Because it was grassy and wanted wear,
Though as for that passing there
Had worn them really about the same.

And both that morning equally lay
In leaves no step had trodden back.
Oh , I kept the first for another day!
Yet knowing how way leads on to way,
I doubted if I should ever come back.

I shall be telling this with a sigh
Somewhere ages and ages hence;
Two roads diverged in a wood, and I–
I took the one less traveled by,
And that has made all the difference.







هناك تعليق واحد: